كشف بحث جديد نشر في المجلة المفتوحة “بلوس وان” في 6 نوفمبر 2024 عن تأثيرات الولادة المبكرة على الجوانب الاقتصادية والتعليمية للأفراد، حيث تابع فريق بحث من مستشفى الأطفال في تورنتو، بقيادة الدكتور بيتروس بيتشليفانوجلو، جميع الولادات الحية في كندا على مدى ست سنوات، متابعاً الأطفال لأكثر من عقدين.
ووجدت الدراسة أن الأفراد الذين ولدوا قبل 37 أسبوعًا من الحمل، ويُعتبرون من الأطفال الخدج، يعانون من انخفاض ملحوظ في الدخل وفرص التعليم العالي والالتحاق بالجامعات مقارنةً بأقرانهم الذين ولدوا في فترة الحمل الكاملة. وأشارت الدراسة إلى أن الدخل السنوي للأفراد الذين ولدوا مبكرًا بين سن 18 و28 أقل بـ958 دولار كندي (6%) سنوياً، كما انخفضت فرص توظيفهم بنسبة 2.13%، وقلّت احتمالات التحاقهم بالجامعة بنسبة 17%، وأصبحوا أقل احتمالية للتخرج بنسبة 16%.
وأظهرت البيانات أن هذه التأثيرات تزداد حدةً لدى الأفراد الذين ولدوا في فترات مبكرة جداً، بين 24 و27 أسبوعًا، إذ كان متوسط دخلهم السنوي أقل بـ5,463 دولار كندي (17%)، مع انخفاض نسب الالتحاق بالجامعة والتخرج منها بنسبة 45%.
وتُظهر هذه النتائج أن الولادة المبكرة لا تؤثر فقط على صحة الطفل في المدى القصير، بل تمتد تداعياتها لتشمل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مراحل متقدمة. فالولادة المبكرة، التي تشكل حوالي 10% من الولادات حول العالم وتسبب وفاة طفل من كل خمسة أطفال، تجعل الأسر في مواجهة تحديات كبيرة فيما يتعلق بالاستقرار المالي وإمكانية الوصول إلى العلاجات والدعم اللازمين.
وفي تعليقه على النتائج، صرّح الدكتور بيتشليفانوجلو بأن “الرعاية الطبية خلال الفترة الولادية أمر بالغ الأهمية، ولكن الدراسة تُظهر الحاجة إلى تطوير دعم طويل الأمد يشمل موارد نفسية وتعليمية ومهنية تتجاوز الرعاية السريرية لتخفيف الآثار السلبية للولادة المبكرة.” ودعا صانعي القرار والمجتمع بأسره إلى الاعتراف بتبعات الولادة المبكرة التي قد تستمر حتى بداية مرحلة البلوغ، مشيراً إلى أن توفير الدعم المستمر يمكن أن يكون ضرورياً لضمان تكافؤ الفرص لهذه الفئة من الشباب لتحقيق طموحاتهم.