الرئيسية / العلوم و التكنواوجيا / على هامش منتدى هايدلبرغ، كيف يرى فينتون سيرف (أبو الانترنت) المستقبل، وما الذي يقلقة حيال الذكاء الاصطناعي؟
Cerf @ HLF
Cerf @ HLF

على هامش منتدى هايدلبرغ، كيف يرى فينتون سيرف (أبو الانترنت) المستقبل، وما الذي يقلقة حيال الذكاء الاصطناعي؟

كتب : عبدالرحمن أبوطالب

أكتوبر ٢٠٢٣

 

فور انطلاقك متجها إلى مدينة هايدلبرج الألمانية، للمشاركة في منتدى هايدلبرج للحائزين على الجوائز في الرياضيات وعلوم الكمبيوتر، لاشك تختلط لديك مشاعر غامرة بالسعادة والمهابة معا، ليس بصفتك صحفيا علميا وكاتبا فقط بل لكونك في الأساس مهندس كمبيوتر وناشط في قضايا حوكمة الانترنت و مواضيع الذكاء الإصطناعي.

تزداد وتيرة تلك المشاعر لديك، لمعرفتك أن ساعات قليلة فقط، تفصلك عن الالتقاء بأساطين علم الكمبيوتر والانترنت والرياضيات والذكاء الاصطناعي وجها لوجه، وهم الذين طالما قرآت عنهم وعن إسهاماتهم وأمضيت جزءا كبيرا من دراستك وعملك في هذا المجال، تتعامل وتنبهر بما قدموه من اختراعات وإبداعات غيرت تفاصيل الحياة في القرن الحالي، و خدمت البشرية جمعاء في مختلف أرجاء العالم.

سأحاول جاهدا أن أنقل كل المشاهدات والأطروحات والنقاشات واللقاءات التي أجريتها خلال مشاركتي في المنتدى الذي أقيم في مدينة هايدلبرغ وامتد من الرابع والعشرين وحتى التاسع والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم وذلك من خلال نشر عدد من المواد الصحافية،المتتابعة على شكل حلقات.

البداية مع فينت سيرف (أبو الإنترنت)

فور الوصول وبدء اليوم الأول لأعمال المنتدى بعد الإفتتاح، كانت بداية اللقاءات الصحافية، المحددة بموعد مسبق مع أحد أولئك الأساطين وأبرزهم، الدكتور فينتون سيرف المعروف ب(أبو الانترنت) الذي كان حاضرا بقوة في المنتدى بروحة المرحة وأفكاره الغزيرة والعميقة، وتواضعه مع الجميع لاسيما الباحثين الشباب الذين سعى أن ينقل لهم كل المعلومات المفيدة والتجارب الملهمة.

حرصت في هذه المادة الصحافية أن تحوي خلاصة لكل الإجابات التي حصلت عليها من الدكتور سيرف خلال الحديث الذي أجريته معه، دون أن تكون مقابلة تقليدية منمطة بالسؤال والإجابة، إضافة لمداخلات وطروحات سيرف خلال أيام المؤتمر و التي قمت برصدها وتدوينها.

تاريخ فينتون سيرف 

يعرف الدكتور ڤينت سيرف، بأبو الإنترنت وهو أحد القلائل الذين يمكنهم الادعاء بشكل شرعي أنهم اخترعوا الإنترنت لإسهامه في تصميم بروتوكول شبكة الإنترنت TCP/IP وتطوير الهندسة المعمارية للشبكة مع زميله بوب كاهن في مطلع سبعينات القرن الماضي أثناء عمله في وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة التابعة للحكومة الأمريكية. هذا البروتوكول الذي يعتمد عليه الإنترنت في الاتصال ونقل البيانات يعرفه مهندسي الكمبيوتر والاتصالات جيدا ولكن ربما لا يعرفون مخترعه. الدكتور سيرف عالم رياضيات في الأساس وحاصل على العديد من الجوائز العلمية المرموقة في علوم الكمبيوتر والرياضيات.

وفق سيرف فإنه يتقلد حاليا منصب نائب الرئيس في شركة جوجل ورئيس مبشري الإنترنت كما أنه تقلد منصب رئيس مجلس إدارة منظمة الأيكان – التي تدير الإنترنت – في وقت سابق وعمل كذلك في كل من شركة أي بي إم وجامعة ستانفورد. كما يحضى سيرف عالميا بمكانة واحترام عاليين في الأوساط العلمية والتكنولوجية وسياسات الإنترنت رغم بعض التحفظات حول دوره في التنسيق والتواصل بين شركة جوجل والإدارة الأمريكية، والتي ضحك حين ذكرنا له بعضها دون تعليق.

رئيس مبشري الإنترنت ومفهوم رخصة قيادة الإنترنت 

لسيرف رؤيته الخاصة في كيفية التعامل مع الإنترنت، حيث أدلى مؤخرا بتصريح نشرته ال بي بي سي يقول فيه أنه من الأفضل لو أن هناك، ما أسماها، “رخصة قيادة الإنترنت” تمنح لكل من أراد استخدام الشبكة بعد استيعاب المخاطر وكيفية الاستخدام الآمن والأخلاقي والجيد للإنترنت. يشعر سيرف بالأسى من الاستخدام السيئ للإنترنت في كثير من الجوانب وربما يكون شعوره هذا نابعا من إحساسه بنوع من المسؤولية نظرا لإسهامه في اختراع وتطوير شبكة الإنترنت وقد ألمح لنا سيرف عن ذلك بقوله “حين تخترع شيئا ما، لا يمكنك في البداية أن تتخيل حجم ومدى امكانية الاستخدام السيء لهذا الاختراع مع مرور الوقت”.

غير أن رؤية سيرف هذه أثارت لغطا كونها تتعارض مع مهام منصبه في شركة جوجل كرئيس مايعرف ب “مبشري الإنترنت“ في الشركة والتي تهدف إلى المشاركة في صياغة سياسات الإنترنت والعمل على نشر استخدامه وهو ما أكد عليه سيرف في المؤتمر الصحفي على هامش المنتدى حين قال “لازال لدينا ملياري ونصف من سكان الكوكب غير متصلين بالإنترنت، لذلك وظيفتي لم تنته بعد”. فكيف تتفق إذن فكرة الرخصة كفكرة تقييديه تحد من الوصول إلى الإنترنت – بغض النظر عن أهميتها ـ مع مساعي وجهود نشر استخدام الإنترنت على مستوى العالم!

لذلك حرص سيرف في هذا المؤتمر على توضيح موقفه أكثر حين قال “لا أعتقد حقًا أننا يجب أن نصدر ترخيصًا بالمعنى الحرفي, ولن يمنعك أحد من استخدام الإنترنت. ما رميت إليه هو أننا بحاجة للتفكير في مزيد من التدريب لتعليم الأطفال كيفية القيادة بأمان على شبكة الإنترنت، أعتقد أننا نريد أن يتعلم الأشخاص كيفية استخدام الإنترنت بأمان قبل أن يبدأوا في استخدامه وخاصة الآن مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي. أصبح من السهل على الشباب والأطفال الوصول إلى الإنترنت ولذا نريدهم أن يعرفوا مبكرًا كيفية استخدامه بالطريقة الصحيحة”.

البرمجة ومستقبل الإنترنت في منظور سيرف

الكاتب مع فينت سيرف
الكاتب مع فينت سيرف

شهد سيرف مع الرواد الأوائل من رفاقه ولادة الإنترنت ونموه خطوة بخطوة، مع ذلك لم يدر في خلدهم حينها بالتأكيد مالذي ستصل إليه شبكة الإنترنت اليوم من تطور واتساع كما قال سيرف. لقد كان من الصعب التنبؤ بماضي الإنترنت فما بالك بمستقبله وهو ما جال في خاطري حينها لأسأل سيرف “كيف ترى مستقبل الإنترنت بعد جيل من الزمان في ظل التطور والتقنيات الحالية كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها من التقنيات الناشئة” ضحك من سؤالي وبدأ إجابته بظرافته المعهودة قائلا” انا لست جيدا في التنبؤ والدليل أنني، حين قمنا بتصميم بروتوكول TCP/IP الإصدار الرابع، كنت أعتقد أن ٣٢ بت هل كل ما يحتاجه عنوان الإنترنت لكن كما ترى، لم يكن كافيا وسرعان ما احتجنا للإصدار السادس”. 

لكن سيرف تابع القول بأنه يعتقد بأن مستقبل الإنترنت سيكون أكثر “لاسلكية” في التواصل. يقول سيرف أن انتشار الحوسبة السحابية والأجهزة والتطبيقات المرتبطة بها وكذا التقنيات الناشئة كتكنولوجيا الواقع المعزز كلها تتطلب سرعات انترنت عالية وزمن استجابة قصير ومرونة في الحركة وضرب مثلا بالقول أنه سواء كنت تستخدم تطبيقات وأنظمة تحديد المواقع مثلا أو لديك مصنع تحتاج لربط آلياته ومعداته مع الإنترنت فإنك ستحتاج إلى اتصال لاسلكي عالي السرعة والاستجابة والمرونة وهذا ما ستوفره شبكات الجيل الخامس والجيل السادس اللاسلكية في المستقبل.  

التعليم وأخلاقيات التكنولوجيا في ميزان سيرف

يرى سيرف أن فكرة التخصص الجامعي هي في الواقع مجرد “قطعة أثرية” أو فكرة تقليدية تستخدم لتنظيم البيئة الجامعية بحيث يكون لدينا أقسام ومدارس جامعية، لكنه يؤمن بأن الهياكل التعليمية البديلة المثيرة للاهتمام هي تلك المؤسسات التي يتم إنشاؤها داخل الجامعة وتركز على مجالات معينة من المشاكل اللتي تتطلب وجهات نظر وتخصصات متعددة. فتجد مثلا مشاريع و فرق بحثية تضم أشخاص من تخصصات مختلفة كالهندسة وعلوم الأحياء الدقيقة والرياضيات. يقول سيرف “إنني معجب جدًا برسم أكبر عدد ممكن من وجهات النظر المختلفة، في بعض الأحيان يكون من المفاجئ حقًا ما يحدث عندما يعمل أشخاص من بلدان وتخصصات مختلفة معًا على مشكلة معينة”. 

كما يرى أيضا أن تعلم البرمجة أمر قيم وهام، فهي تتيح لك التعامل مع مشكلة معقدة بتقسيمها إلى مشكلات أصغر ثم تقوم بحلها ثم تحاول تجميع كل الأجزاء معًا للتوصل إلى حل نهائي. وقد أبدى سيرف إعجابه بفكرة أن يتعلم الأشخاص كتابة البرامج ليس لأنهم يجب أن يصبحوا مبرمجين متخصصين، بل لأن ذلك من شأنه أن يساعدهم على تعلم التفكير المنطقي والتفكير بطريقة تناسبهم وتخدم أهدافهم في مناحي الحياة الأخرى. وأعرب سيرف عن رغبته في أن يصبح هذا النوع من التعليم جزءًا طبيعيًا من المدرسة الثانوية وحتى الصفوف الأصغر سنًا.

وفيما يتعلق بتدريس الأخلاقيات إلى جانب مواد علوم الكمبيوتر في الجامعات، يقول سيرف “لست متأكدًا من أن الأخلاق شيء يمكنك تدريسه، إنها شيء يمكنك تعلمه عن طريق مزيد من الانغماس في بيئة تكون فيها الأخلاق مرئية ومحسوسة لك، وأن يكون لديك معيار اجتماعي وأمثلة ترشدك إلى تلك الطرق الأخلاقية. أعتقد أن التدريب على الأخلاقيات بالطريقة التي جربتها بعض الشركات بأن تجعلك تأخذ دورة عبر الإنترنت ثم تجيب على بعض الأسئلة وتنتهي منها بعد ساعة ليس بذات الجدوى”. 

كما نوه إلى أن البعض يسألون عن الأخلاقيات فقط في سياق لغات الذكاء الاصطناعي، لكن الواقع يقول إنه يمكن إساءة استخدام أي نوع من البرامج التي يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر. قائلا “لا يتعلق موضوع الأخلاق فقط بالذكاء الاصطناعي، فكل مبرمج يكتب جزءًا من البرنامج عليه مسؤولية أخلاقية للتأكد من أنه يعمل، وإذا لم ينجح، فإنه يتحمل مسؤولية إصلاحه، خاصة أن الناس سيعتمدون عليه”.  موضحا أنه لا يمكنك دائمًا منع الأشخاص من استخدام برنامجك بطريقة سيئة خاصة بالنظر إلى تواتر البرامج مفتوحة المصدر والتي تتزايد بشكل مطرد. حيث يقول “البرامج مفتوحة المصدر شيء رائع فهي مجانية، يمكنك استخدام برامج أشخاص آخرين، وهذا يمنح بعض الرضا للأشخاص الذين يشاركون برامجهم ولكن في كثير من الأحيان لا يكون هذا المصدر مدعومًا بشكل جيد من قبل أشخاص معنيين متفرغين للدعم، وبالتالي قد تجد أخطاء في البرامج مفتوحة المصدر وهذا لا ينسجم مع التوجه بشأن أخلاقيات البرامج والاهتمام بنقاط الضعف التي يجب أن نحاول القضاء عليها حتى يتأكد أولئك الذين يعتمدون على هذا البرنامج أنهم ليسوا معرضين للخطر”. 

ويؤكد سيرف أيضا أننا لا نستطيع أن نضمن أنه لن يكون هناك إساءة استخدام للتكنولوجيات التي يتم إصدارها، فمن الصعب جدًا أن نتخيل أحيانًا الطرق التي سيتم بها استخدام التكنولوجيا. وحتى إذا كانت هناك أشياء مفيدة بشكل لايصدق، فقد تكون هناك أيضًا أشياء ضارة يمكن القيام بها باستخدام هذه التكنولوجيا. يقول “عند بناء البرامج التكنولوجية، دائما ما يكون لدينا هذا النوع من القلق والحيرة ما بين إتاحتها لأنه يمكن استخدامها بطريقة إيجابية، أو عدم إطلاقها لأنه قد يكون هناك بعض الاستخدام السيئ لها”. ويضيف “لذا أود أن أقترح منظورًا مختلفًا قليلاً ألا وهو النظر باهتمام لعوامل الخطر، وبالتالي إذا كان هناك تطبيق يستخدم تكنولوجيا معينة ولا يحتوي على الكثير من المخاطر، مثل صناعة الترفيه، فيمكن أن تكون هذه التكنولوجيا مسلية. أما إذا كانت التكنولوجيا ستستخدم  للحصول على مشورة مالية أو تشخيص أو علاج طبي أو شيء حساس فنحن هنا في منطقة عالية الخطورة ويجب علينا حينها الحرص والحذر والتفكير في مزيد من الإختبارات الإضافية”.

مفاهيم سيرف حول الذكاء الإصطناعي

يتعدى الذكاء الإصطناعي حدود روبوتات الدردشة حيث تنبأت دراسة أوروبية حديثة أن ٩٠٪ من محتوى الإنترنت خلال ال ١٠ سنوات القادمة سيتم كتابته وتوليده بواسطة الذكاء الاصطناعي وقد نواجه صعوبة في العثور على المحتوى الذي أنشأه البشر. في هذا السياق علق سيرف على الدراسة بالقول “هذا فعلا شيء مخيف إن حدث، لأننا نعلم أن هناك مقولة مفادها أن التاريخ يكتبه الفائزون وهذا يعني أن الروبوتات ستفوز”، ولكنه أضاف باننا بالفعل ربما سنكون محظوظين في هذه الحالة لأن الروبوتات لن تكون لديها تحيزات كالبشر في كتابة التاريخ – وهو ما ينفيه عالم الذكاء الاصطناعي راج ريدي – ، وان وجد التحيز لدى الآلة فنحن أمام تحد لتعليم الآلة التي تظهر التحيز على اكتشاف التحيز والتخلص منه.  

يعتقد سيرف أن روبوتات الدردشة تقوم ببناء الدردشة عن طريق بناء شبكة معقدة عملاقة من العلاقات بين الكلمات داخل النص، وهذا الأمر يستغرق وقتًا طويلاً لبناء النص يتم من خلاله تعليم الآلة على أن تقدم لنا تأكيدًا بصحة النص أو بيانًا بالثغرات فيه لتحصل على القيم التي تحدد كيفية إنتاج المخرجات. لذا من السهل أن ترى أن نماذج التعلم الآلي لروبوتات الدردشة لاتعرف من أين جاءت بعض العبارات في السياق، فقد تمزج لك عبارات من هذه السيرة الذاتية مع عبارات من سيرة ذاتية مختلفة كانت على نفس صفحة الويب، ولا تعرف أن هناك سياقًا يجب أن ينفصل. لذلك يرى سيرف أنه لازال هناك عمل كثير يجب القيام به للحصول على  نتائج أفضل.

يقول سيرف “قررت في أحد الأيام اختبار أحد برامج الدردشة الآلية من خلال مطالبته بكتابة نعي لي، أعلم أن هذا يبدو فظيعًا ولكني فكرت جيدًا في تنسيق النعي واعتقدت جيدًا أنه من المحتمل أن يكون هناك بعض المعلومات عني على الأقل من ويكيبيديا على سبيل المثال. لكن ماحدث هو أن الروبوت لخص مسيرتي المهنية ودمج فيها أشياء لم أفعلها وسرد قائمة ببعض أفراد العائلة وهم ليسوا كذلك؟!”.

كما دعا سيرف إلى ما اسماه بالتفكير النقدي عند الحصول على المعلومات والإجابات من الإنترنت سواء عند استخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي أو محركات البحث، حيث قال “أود أن يشعر المستخدمون بالحافز للتحقق من المعلومات التي يتم إرجاعها إليهم، ما يقلقني بشأن بعض الأشخاص أنهم سيكونون كسالى ويقولون حسنًا، لقد حصلت على إجابة سأستخدمها فقط”، مضيفا “قد يكون هذا سهلا، لكن حين يبدأ الذكاء الإصطناعي بإعطائك النصائح أو وصفات طبية أو مشورات مالية أو قانونية فيجب عليك التحري أكثر. إن التفكير النقدي يحثك على التحقق ومعرفة من أين جاءت هذه المعلومات، هل هناك أي دليل مؤيد للتأكيدات التي حصلت عليها من شات جي بي تي آو محرك جوجل؟!. أريد أن يشعر الناس بالرغبة في التحقق من صحة الإجابات وأعتقد أننا نتحمل مسؤولية تزويدهم بالمعلومات التي تتيح لهم القيام ذلك”.

كما يرى سيرف بأن نموذج تعليم الآلة مجد وفعال وذكر لنا مثال على ذلك حيث قال “في مراكز البيانات لدينا هناك الكثير من أجهزة الكمبيوتر التي تستهلك الكثير من الطاقة، ولدينا أنظمة تبريد متقنة تحوي أنابيب وصمامات معقدة. ولتقليل كمية الطاقة المطلوبة وتخفيض الاستهلاك، أمضى التقنيين أسابيع في بناء نموذج تعليم آلي يهدف إلى تقليل متطلبات الطاقة ونجحوا في توفير ٤٠٪ من الطاقة وهو أمر جيد, وقد شرعنا في برمجة جميع مراكز البيانات لدينا على ذلك” .

أهمية منتدى هايدلبرج في نظر سيرف

كلاوس تشيرا - مؤسس منتدى هايديلبرغ
كلاوس تشيرا – مؤسس منتدى هايديلبرغ

وعن رأيه في منتدى هايدلبرج يقول سيرف “تكمن أهمية منتدى هايدلبرج هذا العام في ثلاثة أشياء، أولا أنها النسخة العاشرة وقد استطعنا الاستمرار سنويا رغم جائحة كورونا الذي بسببها أقيم هذا المنتدى عبر الإنترنت لدورتين متتاليتين. ويعود الفضل في استمرار المنتدى إلى كرم عائلة “كلاوس تشيرا” وكلاوس تشيرا نفسه الذي أنشأ هذا المنتدى في عام ٢٠١٣”. وأردف  “يعلم الجميع عن اجتماع لينداو للحائزين على جوائز نوبل في العلوم الذي يقام سنويا منذ عام ١٩٥٤ لكن لا يوجد هناك جوائز نوبل لعلماء الرياضيات وعلوم الكمبيوتر. لقد أدرك تشيرا أن هذا مخيب للآمال لذلك أنشأ مؤسسة منتدى هايدلبرج للحائزين على جوائز في الرياضيات وعلوم الكمبيوتر لسد هذه الفجوة”. وأضاف” الشيء الثاني هو أنه،خلال عشر سنوات من انعقاد المؤتمر وظفنا في شركة جوجل العديد من الطلاب والباحثين الذين شاركوا في هذا المنتدى والذين تبين أنهم مهندسون وعلماء رياضيات من الدرجة الأولى، لذلك يمكن القول أننا استفدنا بشكل مباشر من مؤسسة منتدى هايدلبرج” ثم ختم “أما الشيء الثالث فهو أن المنتدى يمثل التقاء الرياضيات والحاسوب، مما يجعل الحوسبة دائمًا ذات معنى وتجسيد في كل العلوم الأخرى مثل اللغويات الحسابية والفيزياء الفلكية وعلم الأحياء وعلم الاجتماع الحسابي وغيرها”.

شاهد أيضاً

53373094409_b37bb45917_c

مخرجات قمة المناخ ودور منظمات المجتمع المدني اليمنية والعربية في COP28

  أثمر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بدورته الثامنة والعشرين (COP28)، والذي …