الرئيسية / أبحاث و دراسات / جامعة كاوست، سيناريوهات مستقبلية لمناخ شبه الجزيرة العربية

جامعة كاوست، سيناريوهات مستقبلية لمناخ شبه الجزيرة العربية

كشفت دراسة دولية حديثة قادها باحثون من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) عن سيناريوهات مختلفة لمستقبل مناخ شبه الجزيرة العربية، بناءً على السياسات المناخية المتبعة. وتشير النتائج إلى تفاقم تحديات درجات الحرارة المرتفعة وشح المياه التي طالما واجهت المنطقة، مع توقعات بازدياد هذه المشكلات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ما سيؤثر على سكان يُتوقع أن يتضاعف عددهم بحلول نهاية القرن.

قاد هذه الدراسة البروفيسور جورجي ستينشكوف، أستاذ فخري في جامعة كاوست، والذي كان جزءاً من فريق دولي حصل مؤخراً على جائزة “ACM Gordon Bell” المرموقة لنمذجة المناخ باستخدام الحوسبة الفائقة. استخدمت الدراسة تقنية “التنزيل الإحصائي” لتقديم تحليل دقيق للتغير المناخي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح الوصول إلى درجة دقة مكانية تبلغ 9 كيلومترات.

وأوضح ستينشكوف قائلاً: “قمنا بتطبيق التنزيل الإحصائي على 26 نموذجاً عالمياً للمناخ تحت سيناريوهات مختلفة لانبعاثات الغازات الدفيئة، مما مكننا من تقديم أدق التوقعات الإقليمية لدرجات الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”. وبيّنت النتائج أن بعض مناطق الشرق الأوسط ترتفع حرارتها بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي.

في السيناريو الأفضل، إذا تم تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، وهو ما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس، فإن درجات الحرارة في شبه الجزيرة العربية سترتفع بأكثر من 2.5 درجة مئوية قبل عام 2100، مع مناطق ترتفع حرارتها بمعدل أسرع يصل إلى 3.5 أضعاف المتوسط العالمي.

أما في السيناريو الأكثر خطورة، حيث تستمر انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع، فقد تواجه مناطق مثل الرياض ارتفاعاً في درجات الحرارة بأكثر من 9 درجات مئوية خلال هذا القرن. ومن المتوقع أن تؤدي هذه التغيرات إلى ضغوط هائلة على قابلية العيش والإنتاجية الاقتصادية في المنطقة، مما يبرز أهمية السياسات المناخية الجيدة.

تؤكد الدراسة على أهمية تبني سياسات مناخية قوية للتخفيف من هذه التأثيرات. وتتماشى هذه الجهود مع التوجهات التي أكدت عليها جامعة كاوست خلال مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، حيث شددت على أهمية مكافحة التصحر وتعزيز الاستدامة.

تسلط الدراسة الضوء على تغيرات مناخية واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعاني بالفعل من ظروف مناخية قاسية. ومع تسارع معدلات الاحترار، قد تواجه المنطقة تحديات بيئية واجتماعية غير مسبوقة، مما يجعل العمل المناخي الفوري ضرورة لا خيارًا.

شاهد أيضاً

سلوك أنودات النانو المركبة من الكربون الصلب والقصدير في بطاريات أيونات الليثيوم وأيونات الصوديوم

طفرة كورية في تكنولوجيا البطاريات، شحن أسرع وعمر افتراضي أطول

في خطوة واعدة تمهد الطريق لبطاريات الجيل القادم، نجح فريق بحثي مشترك من جامعة بوهانغ …