الرئيسية / العلوم و التكنواوجيا / “دليل كامبريدج” يضع خارطة طريق للتعامل القانوني والأخلاقي مع الروبوتات البشرية
8b6322a0-ai-resize-freepik-240624

“دليل كامبريدج” يضع خارطة طريق للتعامل القانوني والأخلاقي مع الروبوتات البشرية

يشهد العالم تزايدًا سريعًا في دور الذكاء الاصطناعي والروبوتات في حياتنا اليومية، حيث لم يعد التفاعل المرن والفوري بين البشر والروبوتات مجرد خيال علمي. مع تطور هذه التقنيات لتصبح أكثر ذكاءً وتشابهًا مع البشر من حيث السلوك والمظهر، بدأت الروبوتات تتحول من أدوات بسيطة إلى شركاء محتملين وكيانات اجتماعية.

9781009477505

هذا التحول السريع يطرح تحديات كبيرة أمام الأطر القانونية والأخلاقية، خاصة فيما يتعلق بالخصوصية والسلامة وتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وفي هذا السياق، صدر عن دار نشر جامعة كامبريدج في 21 نوفمبر 2024 كتاب بعنوان “دليل كامبريدج للقانون والسياسة وتنظيم التفاعل البشري مع الروبوتات”، والذي أصبح متاحًا إلكترونيًا منذ ديسمبر 2024.

يشمل هذا الكتاب الذي حرره خبراء في القضايا القانونية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي – وودرو بارفيلد، ويويه-هسوان وينغ، وأوغو باغالو – رؤى متعددة التخصصات من العلوم الاجتماعية والحاسوبية والهندسية. ويُعد هذا الكتاب الأول من نوعه الذي يركز على الجوانب القانونية والسياسية والتنظيمية للتفاعل بين البشر والروبوتات.

يقول الدكتور يويه-هسوان وينغ، أستاذ مشارك بمعهد الدراسات المتقدمة في جامعة كيوشو ومعهد البحوث المتقدمة للعلوم المتعددة التخصصات في جامعة توهوكو، وأحد المحررين المشاركين للكتاب: “إن العلوم الإنسانية تلعب دورًا حاسمًا في تطوير الذكاء الاصطناعي. قد يتمكن المهندسون من تطوير أنظمة متقدمة، لكن بدون مساهمات من العلوم القانونية والإنسانية، قد تواجه هذه الأنظمة صعوبة في التعايش مع البشر. نأمل أن يكون هذا الكتاب بمثابة بوصلة توجه المطورين نحو أنظمة ذكاء اصطناعي تخدم المجتمع بشكل أفضل”.

يتألف الكتاب من 46 فصلًا موزعة على أربعة أجزاء. يناقش الجزء الأول التحديات القانونية والأخلاقية التي تنشأ من التفاعل بين البشر والروبوتات، بما في ذلك قضايا الثقة بالروبوتات وظاهرة “التأنسن” التي تُعطى فيها الكيانات غير البشرية مشاعر أو نوايا بشرية. أما الجزء الثاني فيتناول الآثار المجتمعية لهذا التفاعل، بما في ذلك إمكانية منح الروبوتات صفة قانونية والخطوات اللازمة لدمجها المتزايد في الحياة اليومية.

يُعمق الجزء الثالث النقاش حول القضايا الثقافية والأخلاقية والقيمية للتفاعل البشري مع الروبوتات، مشيرًا إلى أهمية التوفيق بين أحكام الذكاء الاصطناعي والقيم الإنسانية، والتي تختلف باختلاف السياقات والثقافات. ويختتم الكتاب بالحديث عن التحديات القانونية التي يفرضها دمج الذكاء الاصطناعي في المجتمع، موفرًا رؤى حول كيفية تطوير قوانين المستهلك والجريمة والدستور لاستيعاب الأنظمة الذكية.

من بين القضايا البارزة التي يناقشها الكتاب هي مشكلة “تسارع الذكاء الاصطناعي” التي تتعلق بالفرق بين سرعة التقدم التكنولوجي والبطء النسبي للتشريعات. يقول وينغ: “رغم أن العديد من الدول والمنظمات تعمل على تنظيم الذكاء الاصطناعي، فإن وضع قوانين شاملة غالبًا ما يواجه صعوبة في مواكبة هذا التقدم. الحلول المقترحة تتراوح بين التشريعات الصارمة والإرشادات الأخلاقية المرنة، ولكن ما نحتاجه الآن هو حلول توازن بين التنفيذ والمرونة”.

كما يقترح وينغ اعتماد معايير عالمية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، تعمل على تطويرها حاليًا منظمة معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE). وينغ يرأس مجموعة عمل في المعهد تقوم بجمع قاعدة بيانات لحالات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي من مختلف الدول، لتسهيل تطبيقها بفعالية.

يوجه الكتاب دعوة مفتوحة للباحثين والمطورين والجمهور للمشاركة في حوار عالمي حول التحديات الأخلاقية والعملية الناشئة عن التفاعل البشري مع الروبوتات، مؤكدًا أهمية الابتكار المسؤول في هذا المجال.

شاهد أيضاً

ICANNCABLES

Beyond ICANN, New Fronts in the Battle for Internet Control

By: Abdulrahman Abotaleb When undersea cables off the coast of Jeddah were severed recently, slowing Microsoft …