الشبكة اليمنية للعلوم والبيئة (يمن ساينس) موقع يهتم بأخبار العلوم والتكنولوجيا والصحة والبيئة والسكان
مقالات مشابهة
في دراسة حديثة تكشف عن تأثيرات التغير المناخي على إنتاج البن في إثيوبيا، والتي يعتمد عليها أكثر من ٢٠% من السكان كمصدر رئيسي للرزق، أظهرت النتائج أن التغيرات المناخية قد تسهم في زيادة المساحات الملائمة لزراعة البن بنسبة تصل إلى ٤٤,٢% بحلول عام ٢٠٨٠. يعتبر البن العربي (Coffea arabica) أحد أنواع البن ويوجد في إثيوبيا التي تعد من أكبر الدول المصدرة لهذه السلعة، حيث تسهم بأكثر من ٢٥% من إجمالي عائدات النقد الأجنبي للبلاد. ومع ذلك، فإن تهديدات التغير المناخي قد تؤدي إلى تحولات كبيرة في مواقع زراعة هذا المحصول الحيوي.
هل تصبح المرتفعات الوجهة الجديدة لإنتاج القهوة؟
الباحثون استخدموا نماذج مناخية حديثة (HadGEM2 وCCSM2) وأساليب نمذجة بيئية معقدة لتوقع تأثيرات التغير المناخي على المناطق الحالية والمستقبلية لزراعة البن. ووفقًا للدراسة، من المتوقع أن يحدث تحول في المناطق المناسبة لإنتاج البن، بحيث تتجه نحو الغرب والشمال الغربي من البلاد، مما يعني أن مناطق جديدة قد تصبح ملائمة لهذا المحصول بينما قد تتأثر مناطق أخرى سلبًا.
التغير المناخي لا يؤثر فقط على كميات الإنتاج، بل يمتد تأثيره إلى جودة المحاصيل أيضًا. ويشير بعض الباحثين إلى أن إنتاج البن عالي الجودة قد يصبح شبه مستحيل بحلول نهاية القرن، مما يفرض تحديات كبيرة على المزارعين والاقتصاد الإثيوبي، وأيضًا على المستهلكين في جميع أنحاء العالم الذين يعتمدون على البن الإثيوبي الفاخر.
أهمية هذه الدراسة تكمن في أنها تقدم توصيات استراتيجية لصناع القرار في قطاع البن الإثيوبي لمواجهة هذه التغيرات. وتشير إلى ضرورة تبني ممارسات زراعية مبتكرة وتطوير استراتيجيات محلية تسهم في تعزيز مرونة النظام الزراعي أمام التغيرات المناخية المتوقعة.
من المتوقع أن تكون نتائج هذه الدراسة محورية في تطوير خطط طويلة الأجل للحفاظ على إنتاج البن في إثيوبيا، ليس فقط من أجل الاقتصاد الوطني، ولكن أيضًا من أجل حماية المزارعين الذين يعتمدون عليه كوسيلة للعيش، وتعزيز قدرة هذا القطاع الحيوي على التكيف مع تحديات المستقبل.
تفتح هذه الدراسة الباب أمام نقاش أوسع حول كيفية مواجهة تغير المناخ وآثاره على المحاصيل الحيوية، وتدعو إلى تحرك عاجل لضمان استدامة إنتاج البن في ظل المناخ المتغير.
