الرئيسية / البيئة والمناخ / مستويات قياسية لتلوث الهواء وحرائق مدمّرة.. تقرير أوروبي يرصد ظواهر مناخية مقلقة
توقعات المجموعة الإقليمية CAMS لمتوسط ​​تركيزات PM2.5 اليومية على السطح من التوقعات التي تم تهيئة توقيتها في الساعة 00 UTC في 12 فبراير 2025، وهي صالحة حتى ذلك التاريخ. (المصدر: CAMS / ECMWF)
توقعات المجموعة الإقليمية CAMS لمتوسط ​​تركيزات PM2.5 اليومية على السطح من التوقعات التي تم تهيئة توقيتها في الساعة 00 UTC في 12 فبراير 2025، وهي صالحة حتى ذلك التاريخ. (المصدر: CAMS / ECMWF)

مستويات قياسية لتلوث الهواء وحرائق مدمّرة.. تقرير أوروبي يرصد ظواهر مناخية مقلقة

كشف تقرير صادر عن خدمة مراقبة الغلاف الجوي “كوبرنيكوس” التابعة للاتحاد الأوروبي عن سلسلة من الظواهر الجوية والمناخية الخطيرة التي شهدها كوكب الأرض خلال شتاء 2024/2025، مسلطًا الضوء على تفاقم تلوث الهواء في أوروبا، وحرائق الغابات المدمّرة في أستراليا وكاليفورنيا، إضافة إلى تسجيل مستويات قياسية لانخفاض طبقة الأوزون فوق القطب الشمالي.

وأفاد التقرير بأن أوروبا عاشت شتاءً ملوثًا بامتياز، حيث سُجّلت عدة موجات من تلوث الهواء في ديسمبر ويناير وفبراير، تمثلت بارتفاع تركيزات الجسيمات الدقيقة (PM2.5 و PM10) وأكاسيد النيتروجين (NO₂) في كل من غرب وشرق أوروبا. وعزا الخبراء هذا التلوث إلى فترات الضغط الجوي المرتفع التي رافقها انخفاض سرعة الرياح وتراجع درجات الحرارة، ما أدى إلى تفاقم انبعاثات التدفئة المنزلية خصوصًا في المناطق التي تعتمد على حرق الأخشاب والكتلة الحيوية.

وحذّر مدير خدمة “كوبرنيكوس”، لورانس رويي، من تداعيات هذه الموجات على الصحة العامة، قائلًا: “التلوث الشتوي المتكرر ليس ظاهرة جديدة، لكنه يسلط الضوء على تحديات جودة الهواء في الحضر والريف على حد سواء”. وأكد أن رصد مصادر هذا التلوث ضروري لوضع استراتيجيات فعالة للتخفيف من حدّته.

وفي نصف الكرة الجنوبي، التهمت حرائق الغابات أجزاء واسعة من أستراليا خلال صيفها، حيث اندلعت النيران في مناطق عدة من الإقليم الشمالي وكوينزلاند منذ ديسمبر وحتى فبراير، مخلفة انبعاثات كربونية هي الأعلى منذ 2003، بينما سجّلت ولايتا فيكتوريا وتسمانيا أعلى معدلات الانبعاثات منذ بدء رصدها. وأوضح التقرير أن دخان الحرائق امتد ليعبر تسمانيا باتجاه المحيط الجنوبي، في مشهد يعكس شدة الأزمة المناخية التي تواجهها أستراليا.

وسجّلت انبعاثات الكربون الناتجة عن هذه الحرائق بين يناير وفبراير نحو 18 مليون طن، وهي الأعلى منذ عام 2020، إذ ساهم الإقليم الشمالي وحده بنحو 6 ملايين طن مطلع 2025. وأشار التقرير إلى استمرار موسم الحرائق حتى مارس، على غير العادة، مما يعكس تغيرات مناخية مقلقة تستدعي المراقبة المستمرة.

أما في الولايات المتحدة، فقد اشتعلت حرائق ضخمة في جنوب كاليفورنيا مطلع يناير قرب لوس أنجلوس، غذّتها رياح “سانتا آنا” الجافة والحارة، مع انخفاض غير مسبوق في رطوبة التربة. وتجاوزت انبعاثات هذه الحرائق في يومين فقط المعدل الشهري المعتاد، مما أدى إلى تدهور جودة الهواء بشكل خطير، حيث قفزت مستويات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) إلى أكثر من 500 ميكروغرام/م³ يوم 8 يناير قبل أن تنخفض تدريجيًا.

وفي تطور خطير آخر، سجّل القطب الشمالي مستويات قياسية لانخفاض الأوزون مطلع عام 2025، حيث انخفضت القيم إلى أقل من 250 وحدة دوبسون في مارس، مقارنة بالمعدل السنوي البالغ 325 وحدة. وأرجع الخبراء هذا الانخفاض الحاد إلى قوة غير معتادة للدوامة القطبية التي حبست درجات حرارة الستراتوسفير عند مستويات منخفضة جدًا. ورُصدت سحب ستراتوسفيرية قطبية نادرة في هذه الفترة، في مؤشر على خطورة الوضع.

وأكدت خدمة “كوبرنيكوس” استمرار مراقبتها الدقيقة لهذه الظواهر، مشيرة إلى تطوير نماذجها الإقليمية وقدراتها على تتبع وتحليل الظواهر الجوية المتطرفة مثل حرائق الغابات والعواصف الترابية، بما يعزز من جهود التكيف مع التغيرات المناخية.

جدير بالذكر أن برنامج “كوبرنيكوس” يُعد من أكبر برامج مراقبة الأرض في العالم، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ويُنفذ بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية والمركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى، وعدد من الهيئات البحثية والعلمية، لتقديم بيانات دقيقة ومجانية حول كوكب الأرض وبيئته.

شاهد أيضاً

مفاوضات البلاستيك - جينيف ٢٠٢٥

تعثر مفاوضات المعاهدة العالمية للبلاستيك في جنيف وسط انقسامات حادة

جنيف خاص – يمن ساينس تقرير – عبدالرحمن أبوطالب اختتمت الجولة الثانية من الدورة الخامسة للمفاوضات …