الرئيسية / الأرض و الفضاء / العينات الجيولوجية الأولى من كوكب المريخ في طريقها إلى الأرض
"Earth and Mars to scale." by Bluedharma is licensed under CC BY-ND 2.0
"Earth and Mars to scale." by Bluedharma is licensed under CC BY-ND 2.0

العينات الجيولوجية الأولى من كوكب المريخ في طريقها إلى الأرض

أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” اليوم ورقة بحثية توثق أولى العينات التي تم جمعها من سطح المريخ، والتي تشمل التربة، والغبار الجوي، وقطع الصخور، في إطار مهمة “بيرسيفيرانس” لاستكشاف الكوكب الأحمر. هذه العينات، التي ستعود إلى الأرض خلال العقد المقبل، تحمل مفتاح الكشف عن تاريخ المريخ، وربما أدلة على الحياة السابقة هناك.هذه العينات، التي تم جمعها بواسطة المسبار “Perseverance”، تعد بمثابة كنز ثمين للعلماء، حيث قد تكشف عن أسرار تاريخ المريخ، بما في ذلك إمكانية وجود حياة عليه في الماضي.

وتشير الدكتورة ليبي هاوسراث، أستاذة الكيمياء الجيولوجية المائية في جامعة نيفادا لاس فيغاس، والمسؤولة عن فريق اختيار العينات، إلى أن هذه العينات ستساعد العلماء على فهم المزيد عن المريخ والأرض على حد سواء. “سطح المريخ أقدم بكثير من سطح الأرض،” كما تقول، “لذا فإن دراسة هذه العينات قد تعطينا معلومات قيمة عن تاريخ الكواكب.”

ومنذ وصوله إلى فوهة جيزيرو، وهي بحيرة قديمة يعتقد أنها كانت غنية بالمياه، يقوم المسبار “Perseverance” بجمع عينات متنوعة، تتراوح بين نوى صخرية بحجم قطعة طباشير، إلى حبيبات رمل وغبار صغيرة. هذه العينات ستُعاد إلى الأرض في منتصف إلى أواخر عام 2030، حيث سيتم تحليلها باستخدام أجهزة معملية متطورة.

وتضيف هاوسراث: “هذا المشروع يمثل تحقيق حلم طال انتظاره بالنسبة لي. من المذهل حقًا مستوى التفصيل والدقة الذي يتمتع به المسبار Perseverance. إن القدرة على الحصول على البيانات وتحديد موقع صخرة أو منطقة تربة معينة، وأخذ القياسات واستخلاص المعلومات من عينة صغيرة أو ذرات غبار على كوكب آخر، أمر يفوق الخيال.”

وتكمن أهمية هذه العينات في أنها قد تكشف عن تاريخ مناخ المريخ، وعما إذا كان الكوكب قد دعم الحياة في أي وقت مضى. كما أنها قد تساعد في فهم العمليات الجيولوجية التي شكلت المريخ، وتوفر معلومات عن تكوين النظام الشمسي المبكر.

وتوضح هاوسراث أن المريخ يختلف عن الأرض في أنه لا يملك صفائح تكتونية تتحرك باستمرار، مما يعني أن سطحه قد احتفظ بالكثير من المعلومات عن تاريخه الطويل. وباستخدام أدوات المسبار، يستطيع العلماء دراسة هذه المعلومات، مثل حلقات الأشجار أو الصواعد والنوازل في الكهوف، للحصول على أدلة حول تاريخ المريخ، بما في ذلك أي علامات محتملة على وجود حياة في الماضي.

وتؤكد هاوسراث على أهمية التعاون الدولي في هذا المشروع، حيث تشارك وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) في جلب العينات إلى الأرض. وتضيف أن هذه العينات ستمثل “كنوزًا دولية” وستكون متاحة للباحثين في جميع أنحاء العالم لدراستها.

وتأمل هاوسراث أن تلهم هذه المهمة الطلاب والأطفال، وتجذبهم إلى العلوم. “نحن بحاجة إلى جميع العلماء المستقبليين للمساعدة في مواضيع علمية مثل هذه وغيرها،” كما تقول.

شاهد أيضاً

Image credit: Shutterstock

انفجارات فضائية بلا فوهات تكشف تهديدات كونية صامتة

في حين يربط أغلبنا بين سقوط النيازك وظهور الحفر العملاقة على سطح الأرض، تكشف دراسة …