الحديدة، اليمن – يمن ساينس
٨ أغسطس ٢٠٢٤
،
أسفرت الفيضانات الشديدة في مدينة الحديدة غرب اليمن ومناطق أخرى متعددة خلال هذا الأسبوع – بما في ذلك مدينة تعز الجنوبية الغربية ومدينة حجة الشمالية الغربية – عن مقتل ٤٥ شخصًا على الأقل وتشريد الآلاف بعد عدة أيام من الأمطار الغزيرة، وفقًا لمسؤولين محليين. أدت الأمطار الغزيرة المستمرة، وهي جزء من الأمطار الموسمية في اليمن، إلى دمار واسع النطاق وكانت مدينة الحديدة الأكثر تضررًا، حيث جرفت المياه المتصاعدة المنازل والماشية والبنية التحتية الحيوية.
في هذا الصدد أكد محافظ الحديدة المعين من حكومة صنعاء محمد قحيم أن الفيضانات أودت بحياة ٣٠ شخصًا في المدينة، ولا يزال خمسة آخرون في عداد المفقودين. وتم إخلاء أكثر من ٥٠٠ منزل، مما ترك مجتمعات بأكملها بلا مأوى. وقد تقطعت السبل بالعديد من السكان لأيام، دون الحصول على الغذاء أو المياه النظيفة أو الرعاية الطبية. ووصف شهود عيان في منطقة تهامة الدمار بأنه غير مسبوق، حيث جرفت الفيضانات قرى بأكملها.
أعربت الأمم المتحدة أيضا عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني، حيث أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن مقتل ١٥ شخصًا على الأقل في مديرية مقبنة بتعز يوم الجمعة الماضي. كما أدت الفيضانات في تعز إلى نزوح ١٠ آلاف شخص، وتدمير المحاصيل، ودفن آبار المياه الحيوية.
واستجابة للأزمة، أمر مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى في حكومة صنعاء، السلطات المحلية بالاستجابة للأضرار، لكن التحديات هائلة. تقطعت السبل بالسكان في مديرية المنصورية داخل منازلهم منذ ليلة الثلاثاء، حيث لا تزال الطرق مقطوعة بسبب الفيضانات.
كما أصدرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا نداء عاجلا للحصول على المساعدة الدولية، مؤكدة على الحاجة الماسة للإغاثة الفورية والدعم الطويل الأجل لمعالجة آثار تغير المناخ. ومع استمرار ارتفاع منسوب مياه الفيضانات، ينصب التركيز على إنقاذ الأرواح وتقديم المساعدات الضرورية للمتضررين من هذه الكارثة الطبيعية المدمرة.
وقد حشد صندوق الأمم المتحدة للسكان فرق الاستجابة السريعة، وأفاد بأن أكثر من 28 ألف شخص تأثروا في عدة مناطق، وأن العديد منهم في حاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والإمدادات الطبية. غير أن البنية التحتية المتضررة والفيضانات الواسعة النطاق قد أعاقت جهود الإغاثة، مما جعل الوصول إلى المحتاجين صعبًا.
وفي حين يحذر خبراء الأرصاد الجوية من طقس أكثر شدة في الأيام المقبلة، أصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية إشعارًا برتقاليًا محذرا من طقس أكثر تطرفا في الأيام المقبلة ودعا فيه السكان في المرتفعات الوسطى والمناطق الساحلية إلى تجنب المجاري المائية والوديان.
تعد هذه الأزمة البيئية وتأثيرها على الوصع الإنساني في اليمن بمثابة تذكير صارخ بالعبء غير المتناسب الذي يفرضه تغير المناخ على الفئات الأكثر ضعفاً في العالم، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات الإنسانية القائمة وتهديد حياة وسبل عيش الملايين. كما تؤكد هذه الفيضانات الكارثية على التأثير المتزايد لتغير المناخ على الواقع الإنساني الصعب في بلدان تعاني الحروب والصراعات مثل اليمن. حيث أصبح موسم الأمطار في البلاد غير قابل للتنبؤ به وكثيف بشكل متزايد، مما أدى إلى حدوث فيضانات أكثر تواترا وشدّة. ويحذر الخبراء من أن هذه الأحداث التي يحركها المناخ سوف تستمر في التفاقم، مما يزيد من إجهاد اليمن الذي يعاني بالفعل من الحرب والفقر.