الشبكة اليمنية للعلوم والبيئة (يمن ساينس) موقع يهتم بأخبار العلوم والتكنولوجيا والصحة والبيئة والسكان
مقالات مشابهة
كشف باحثون صينيون عن الآليات الدقيقة التي تستخدمها الخلايا السرطانية للتحكم في امتصاص حمض السيرين—أحد المركبات الحيوية المهمة لنمو الورم—وذلك باستخدام مجهرية فائق الدقة وتقنية مجسات كيميائية متقدمة. النتائج تفتح الباب أمام جيل جديد من العلاجات المضادة للسرطان.
في دراسة نُشرت في مجلة Research، طوّر علماء من جامعة ووهان للعلوم والتكنولوجيا ومعهد تشانغتشون للكيمياء التطبيقية أداة تصوير متقدمة تمكّنهم من رؤية البروتينات الناقلة للسيرين (SerTs) على سطح الخلايا بمقياس النانو، وكشفوا كيف تتجمّع هذه البروتينات في خلايا سرطان الثدي وتؤثر في استقلاب السيرين.
لماذا السيرين مهم في السرطان؟
السيرين هو حمض أميني يلعب دورًا محوريًا في تصنيع الحمض النووي وتنظيم التوازن التأكسدي في الخلايا. ولذلك تعتمد الأورام على السيرين بشكل كبير، إما عن طريق تصنيعه داخليًا أو امتصاصه من البيئة المحيطة. وقد ركزت الأبحاث مؤخرًا على استهداف إنزيم PHGDH المسؤول عن تصنيع السيرين داخل الخلية. لكن مقاومة الخلايا لهذا النوع من العلاجات بقيت تحديًا.
ابتكار “مجس السيرين” وتصوير فائق الدقة
طور الفريق مجسًا كيميائيًا مشتقًا من السيرين، يتميز بحجمه الصغير وقدرته على الارتباط بدقة بالبروتينات الناقلة للسيرين دون التأثير على وظيفتها. باستخدام هذه الأداة مع تقنية مجهرية فائقة الدقة تُعرف بـ dSTORM، تمكّن الباحثون من تصوير تجمّعات SerTs بدقة غير مسبوقة.
التجمّع النانوي يعزز امتصاص السيرين
أظهرت الدراسة أن خلايا سرطان الثدي العدوانية (مثل خلايا MDA-MB-231) تحتوي على تجمّعات أكبر وأكثر كثافة من SerTs مقارنة بالخلايا الطبيعية. وكلما زادت كثافة هذه التجمّعات، زادت قدرة الخلية على امتصاص السيرين—ما يشير إلى علاقة مباشرة بين التجمّع النانوي والوظيفة البيولوجية.
تفاعل السيرين والجلوكوز: تعاون دقيق
باستخدام تصوير مزدوج الألوان، كشفت الدراسة عن تداخل مكاني بين ناقلات السيرين وناقلات الجلوكوز (GluTs) في خلايا سرطانية معينة، مما يشير إلى وجود “مناطق دقيقة وظيفية” تنسق استقلاب المواد الغذائية.
استهداف التجمّعات النانوية لتعزيز العلاج
أظهرت التجارب أن تقليل الكوليسترول أو إزالة الغليكانات من سطح الخلايا أدى إلى تفكك تجمّعات SerTs وGluTs. كما أن استخدام مثبط PHGDH مع ظروف استقلابية صعبة (مثل نقص الجلوكوز أو وجود حمض السياليك) عزّز من فعالية العلاج ضد الخلايا السرطانية بشكل ملحوظ.
منظور جديد في أبحاث الأورام
تقول الدراسة إن هذه النتائج تفتح بابًا جديدًا لفهم استقلاب الأورام لا يعتمد فقط على الإنزيمات، بل أيضًا على كيفية تنظيم البروتينات على سطح الخلية. ويقترح الباحثون أن نمط تجمّع ناقلات السيرين قد يكون مؤشرًا حيويًا على حالة الورم، ويمكن استهدافه لتحسين فعالية الأدوية.
