الشبكة اليمنية للعلوم والبيئة (يمن ساينس) موقع يهتم بأخبار العلوم والتكنولوجيا والصحة والبيئة والسكان
مقالات مشابهة
يعاني العديد من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي من التشنّجات الحركية اللاإرادية (الدِّيسْتُونيا)، التي تتسبّب بآلام صعبة وحركات غير طبيعية في الساقين، ما يجعل المشي وغيرَه من الأنشطة اليومية مرهقًا. والمشكلة أن التقييم التقليدي لحالة هؤلاء الأطفال يعتمد غالبًا على الانطباعات السريرية، ما يؤدي إلى تأخر التشخيص وتأخر التدخل العلاجي، وقد يؤدي ذلك إلى تدهور الحالة.
ماذا كشف الباحثون؟
قاد الدكتور بهوما أرافاموثان وفريقه في جامعة واشنطن – كلية الطب في سانت لويس دراسة جديدة طوّروا فيها طريقة موضوعية وسريعة لتقييم دِيسْتُونيا الساقين عند الأطفال، تعتمد على قياس مدى تقارب الساقين نحو خط الوسط أثناء الجلوس، ما يُعبّر عن مقدار تباين الحركة لديهم، ويعد مؤشرًا دقيقًا يعكس شدة الدِّيسْتُونيا .
كيف أجريت الدراسة؟
- الجزء الأول (سريري): شاهد ثمانية أطباء مختصين في اضطرابات الحركة عند الأطفال مقاطع فيديو لـ193 لطيفًا من ذوي الشلل الدماغي بعمر ثلاث سنوات فما فوق أثناء أدائهم مهمة جلوس وحركة بسيطة. ولاحظوا أن زيادة تقارب الساقين نحو المركز يرتبط ارتباطًا وثيقًا بشدة التشنج اللاإرادي (الدِّيسْتُونيا)، ما يجعل هذا المقياس موثوقًا وموضوعيًا .
- الجزء الثاني (تجربة حيوانية): انتقل الفريق إلى نموذج حيواني (الفئران)، وركّز على خلايا عصبية في الدماغ تُدعى الخلايا المتداخلة الكولينرجيّة في النواة المذنّبة (ChIs)، والتي تلعب دورًا مهمًا في تنسيق الحركة. فعند تحفيز هذه الخلايا بصورة مزمنة خلال 14 يومًا، لاحظ الباحثون زيادة في تباين حركة الساقين لدى الفئران، مشابهة لما يُرى في الأطفال، في حين أن التحفيز قصير المدى لم يُحدث أثرًا ملموسًا .
ما مغزى الاكتشاف؟
- الطريقة الجديدة تقدّم أداة تقييم سريعة وموثوقة في العيادات، تساعد الأطباء على تحديد شدة الحالة بدقة وتخصيص العلاج المناسب دون تأخير.
- النتائج تدعم احتمال تطوير علاجات موجهة تعمل على تقليل إثارة خلايا ChIs أو تثبيط نشاطها المزمن قبل ظهور الأعراض، ومن هنا قد نحوّل العلاج من تفاعلي إلى وقائي، إذا ما أخِذ مبكرًا .
سياق البحث ونشره
- نُشرت النتائج في مجلة Annals of Neurology في 3 يوليو 2025 .
- الدراسة تمولّت بدعم من مؤسسات مرموقة مثل المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة (NIH/NINDS)، ومؤسسة ريتا ألين، ومؤسسة أبحاث صرع الأطفال، بالإضافة إلى المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) .
