الرئيسية / أبحاث و دراسات / ارتفاع قياسي في حرارة المحيطات خلال عام ٢٠٢٤
The U.S. Coast Guard Cutter Healy encountered only small patches of sea ice in the Chukchi Sea during the final days collecting ocean data for the 2011 ICESCAPE mission. Original from NASA. Digitally enhanced by rawpixel.
The U.S. Coast Guard Cutter Healy encountered only small patches of sea ice in the Chukchi Sea during the final days collecting ocean data for the 2011 ICESCAPE mission. Original from NASA. Digitally enhanced by rawpixel.

ارتفاع قياسي في حرارة المحيطات خلال عام ٢٠٢٤

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Advances in Atmospheric Sciences عن تسجيل المحيطات لدرجات حرارة قياسية جديدة خلال عام 2024، لتصبح الأكثر سخونة في التاريخ المُسجل، ليس فقط على مستوى السطح، ولكن أيضًا لعمق يصل إلى 2000 متر.

وقال البروفيسور ليجينغ تشينغ، من معهد فيزياء الغلاف الجوي بالأكاديمية الصينية للعلوم وقائد فريق مكون من 54 عالماً من 7 دول: “تحطيم الأرقام القياسية لحرارة المحيطات بات أمراً متكرراً كأنه أسطوانة مكررة”، مشددًا على أهمية فهم تأثيرات ذلك على حياتنا ومستقبلنا.

لماذا المحيطات مهمة؟

تعد المحيطات عنصرًا حيويًا في نظام المناخ العالمي، إذ تخزن 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتباس الحراري، وتغطي حوالي 70% من سطح الأرض. تسهم المحيطات في تحديد أنماط الطقس من خلال نقل الحرارة والرطوبة إلى الغلاف الجوي، كما تتحكم في سرعة تغير المناخ.

وأوضح البروفيسور جون أبراهام، من جامعة سانت توماس وأحد مؤلفي الدراسة: “لفهم ما يحدث للمناخ، الإجابة موجودة في المحيطات”.

نتائج الدراسة

اتفق الباحثون على أن عام 2024 كان عامًا قياسيًا في ارتفاع حرارة المحيطات. فقد أظهرت النتائج، التي جمعتها ثلاث فرق علمية دولية، زيادة في محتوى الحرارة بالمحيطات بواقع 16 زيتاجول (1 زيتاجول = 10²¹ جول) بين عامي 2023 و2024، أي ما يعادل 140 ضعف إجمالي توليد الكهرباء عالميًا خلال 2023.

وأشار البروفيسور مايكل مان من جامعة بنسلفانيا إلى أن “زيادة محتوى الحرارة في المحيطات تتواصل بمعدل 15-20 زيتاجول سنويًا خلال السنوات الخمس الماضية، رغم تقلبات دورات النينيو واللانينيا”.

لماذا يجب أن نهتم؟

تُحدث هذه التغيرات آثارًا متباينة على مستوى العالم. فبينما ترتفع حرارة المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، تتسارع وتيرة الاحترار في أجزاء من المحيط الهادئ الشمالي، وصولًا إلى المناطق القطبية الشمالية والجنوبية.

يؤثر هذا الاحترار سلبًا على الحياة البحرية ويؤدي إلى أضرار هائلة تشمل:

•زيادة مستويات بخار الماء في الغلاف الجوي، ما يعزز الظواهر المناخية المتطرفة مثل الأعاصير والفيضانات.

•تصاعد خطر الجفاف والحرائق البرية.

وأشار الدكتور كيفن ترينبيرث، من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي بالولايات المتحدة، إلى أن “زيادة بخار الماء تؤدي إلى تفاقم الكوارث المناخية، ما يسبب الجفاف والفيضانات على حد سواء”.

في غضون 12 شهرًا فقط، سجلت 104 دول درجات حرارة قياسية غير مسبوقة. وأدت موجات الجفاف، والحرائق، والفيضانات إلى تأثيرات كارثية في إفريقيا، وجنوب آسيا، والفلبين، والبرازيل، وأوروبا، والولايات المتحدة، وغيرها.

تحذيرات مستقبلية

تعد حرارة المحيطات المقياس الأهم لرصد تغير المناخ. ووفقًا للدكتورة كارينا فون شوكمان، من منظمة Mercator Ocean International وأحد مؤلفي الدراسة، فإن “المحيطات تعمل كحارس للتغير المناخي الكوكبي، بامتصاصها للحرارة الزائدة الناتجة عن النشاط البشري”.

وأكدت الدراسة أن فشل المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات جادة لخفض انبعاثات الكربون سيؤدي إلى تغييرات غير مسبوقة، وكوارث متزايدة التكاليف والخسائر البشرية والبيئية.

شاهد أيضاً

سلوك أنودات النانو المركبة من الكربون الصلب والقصدير في بطاريات أيونات الليثيوم وأيونات الصوديوم

طفرة كورية في تكنولوجيا البطاريات، شحن أسرع وعمر افتراضي أطول

في خطوة واعدة تمهد الطريق لبطاريات الجيل القادم، نجح فريق بحثي مشترك من جامعة بوهانغ …