الشبكة اليمنية للعلوم والبيئة (يمن ساينس) موقع يهتم بأخبار العلوم والتكنولوجيا والصحة والبيئة والسكان
مقالات مشابهة
على الصعيد العالمي، يُقدر أن حوالي 58 مليون شخص يعانون من عدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي)، مما يؤدي إلى وفاة 290 ألف شخص سنويًا بسبب مضاعفات مثل تليف الكبد وسرطان الكبد. ورغم تحقيق العلاجات المضادة للفيروسات نسب شفاء عالية، إلا أن القضاء العالمي على الفيروس يظل هدفًا صعب المنال بسبب محدودية الكشف المبكر ونقص خيارات العلاج. وقد صنفت منظمة الصحة العالمية فيروس التهاب الكبد (سي) ضمن قائمة مسببات الأمراض ذات الأولوية القصوى لتطوير اللقاحات في إطار “أجندة التحصين 2030”، لما يسببه من عبء صحي كبير. ومن شأن تطوير لقاح فعال أن يسد هذه الفجوة ويحد من انتشار الفيروس.
تركز دراسة حديثة على وضع أسس جيل جديد من اللقاحات للتغلب على تحديات التنوع الفيروسي وقدرة الفيروس على التهرب من جهاز المناعة. يوضح البروفيسور كراي، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: “اعتمدنا على تصميم بروتينات محوسبة مبتكرة لمحاكاة مناطق محددة من بروتينات الفيروس السطحية E1 وE2، والمعروفة بأنها أهداف للأجسام المضادة المحايدة”. وتم دمج هذه المناطق على ناقلات بروتينية اصطناعية وصُنعت على شكل جزيئات نانوية لتحفيز استجابة مناعية فعالة.
أظهرت الدراسة أن هذه المُحَفِّزات المناعية ركزت على مواقع محددة في بروتينات الفيروس، مما ساعد على توليد استجابة مناعية قوية في نماذج الفئران التي تمتلك جهازًا مناعيًا بشريًا. كما أثبتت الأجسام المضادة المُنتَجة قدرتها على تحييد سلالات متعددة ومتنوعة جينيًا من فيروس التهاب الكبد (سي).
تشير نتائج هذه الدراسة إلى إمكانية تجاوز الإخفاقات السابقة في تطوير لقاح فعال ضد الفيروس. وصرح الدكتور كومار ناغاراتينام، المؤلف الرئيسي للدراسة: “هذا النهج المبتكر لا يقربنا فقط من لقاح فعال لفيروس التهاب الكبد (سي)، بل يمكن أن يضع معايير جديدة لتطوير اللقاحات ضد هذا الفيروس وغيره من الفيروسات ذات الأهمية الطبية”.
تمثل هذه الدراسة خطوة مهمة في أبحاث اللقاحات، وقد تسهم على المدى البعيد في الحد من الانتشار العالمي للفيروس. وتعتزم الفرق البحثية مواصلة العمل على تحسين فعالية المُحفِّزات المناعية، مع إمكانية تطبيق هذه الاستراتيجيات على فيروسات أخرى تواجه تحديات مماثلة في تطوير لقاح فعال لها.
