الشبكة اليمنية للعلوم والبيئة (يمن ساينس) موقع يهتم بأخبار العلوم والتكنولوجيا والصحة والبيئة والسكان
مقالات مشابهة
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة بكين أن الأمراض المعدية لدى حديثي الولادة لا تزال تمثل عبئًا صحيًا كبيرًا في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، رغم التراجع النسبي في معدلات الوفيات. وتناول البحث، الذي نُشر في مجلة Health Data Science، تحليلًا شاملًا للاتجاهات الزمنية والعوامل المؤثرة في انتشار 15 مرضًا معديًا شائعًا بين حديثي الولادة خلال الفترة من 1990 إلى 2019.
أمراض حديثي الولادة: تهديد مستمر
أشارت الدراسة إلى أن حديثي الولادة في هذه الدول يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بالأمراض المعدية، بسبب ضعف المناعة وسوء البنية التحتية الصحية. وشملت الأمراض التي تم تحليلها الالتهابات التنفسية العلوية والسفلية، التهابات الأذن الوسطى، الإنتان الوليدي (تسمم الدم)، والأمراض المعوية.
تباين بين الانخفاض في الوفيات وارتفاع الإصابات
صرحت الدكتورة “جوي ليو”، الباحثة الرئيسية وأستاذة الأبحاث في كلية الصحة العامة بجامعة بكين، بأن الدراسة كشفت عن “انخفاض ملحوظ في معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية، إلا أن معدلات الإصابة ببعضها، مثل الإنتان الوليدي، شهدت ارتفاعًا طفيفًا في مختلف المناطق.”
واعتمد الفريق على بيانات من 131 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل من دراسة العبء العالمي للأمراض لعام 2019، حيث استخدموا أدوات قياس معيارية ونماذج إحصائية لتحليل التغيرات السنوية في معدلات الإصابة والوفيات.
اختلافات إقليمية ملحوظة
بحسب النتائج، تصدرت الالتهابات المعوية والالتهابات التنفسية العلوية قائمة الأمراض الأكثر شيوعًا في عام 2019، مع تباينات إقليمية واضحة. فالدول منخفضة الدخل شهدت معدلات أعلى للإصابة بالأمراض المعوية، بينما سجلت الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى معدلات أعلى للالتهابات التنفسية. أما الوفيات، فبقيت أمراض مثل الإنتان الوليدي والالتهابات التنفسية السفلية السبب الرئيسي لها.
علاقة المؤشرات الاجتماعية والصحية بالأمراض
أظهرت الدراسة أن الدول ذات المؤشر الاجتماعي الديموغرافي (SDI) المرتفع والتغطية الصحية الشاملة (UHCI) كانت أقل عرضة لعبء هذه الأمراض، مع وجود استثناءات مثل الإنتان الوليدي الذي بقي يمثل تحديًا حتى في الدول ذات التغطية الصحية الجيدة.
خطط مستقبلية للحد من العبء الصحي
أكد الباحثون، بقيادة “شنيون تشين”، طالب الدكتوراه بكلية الصحة العامة بجامعة بكين، أن الخطوة المقبلة تتركز على فهم الأسباب الكامنة وراء الاتجاهات الملاحظة، ووضع استراتيجيات مستهدفة لتقليل الإصابات والوفيات الناتجة عن الأمراض المعدية. وأضاف تشين: “هدفنا النهائي هو تقديم توصيات مبنية على الأدلة لتوجيه السياسات الصحية وتحسين تخصيص الموارد بما يعزز صحة حديثي الولادة.”
دعوة للعمل
تؤكد الدراسة الحاجة الملحة لتضافر الجهود الدولية والمحلية لتحسين نظم الرعاية الصحية في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، مع التركيز على تعزيز المناعة لدى حديثي الولادة وتوفير الرعاية الصحية الوقائية.
