في وقت تتسابق فيه الدول لتحقيق الحياد الكربوني، تعوّل كثير من الخطط على ما يعرف بـ”الحلول المناخية المعتمدة على الطبيعة”؛ أي استثمار قدرات النظم البيئية، من الغابات إلى الأراضي الرطبة، في امتصاص ثاني أكسيد الكربون. لكن دراسة جديدة نشرت في دورية Nature تكشف أن هذه المقاربة، رغم وجاهتها النظرية، تواجه ثغرات خطيرة تقلص من جدواها الفعلية.
وعود كبيرة… ونتائج محدودة
تقوم هذه الحلول على استخدام عمليات طبيعية –كالبناء الضوئي وإيقاف إزالة الغابات– لخفض تركيزات الكربون أو منع انبعاثها. غير أن الفريق البحثي، الذي ضم علماء من جامعتي يوتا وكاليفورنيا (سانتا باربرا) وثماني مؤسسات أخرى، وجد أن كثيرًا من هذه المشاريع لا تحقق “إضافة حقيقية” للجهود المناخية؛ فحماية غابة لم تكن مهددة أصلًا لا يُعد إنجازًا مناخيًا.
أربع عقبات رئيسية
الدراسة تشير إلى أربع عقبات تحد من فعالية هذه الحلول:
-
إهمال تأثير تغيّر لون سطح الأرض (الألبيدو): زراعة أشجار داكنة في مناطق ثلجية قد تزيد من امتصاص الحرارة بدل تبريد الأرض.
-
غياب الإضافة الفعلية: بعض المشاريع تنفذ ما كان سيحدث أصلًا دون تدخل.
-
ظاهرة “التسرب”: حيث تنتقل أنشطة الإضرار بالبيئة من منطقة إلى أخرى بدل توقفها.
-
محدودية التخزين طويل الأمد: أخطار مثل الحرائق والجفاف قد تحرر الكربون المخزن، دون آليات حماية كافية.
دعوة لإعادة الهيكلة
يوصي الباحثون بالانتقال من منطق “أخذ الفضل” إلى “المساهمة الحقيقية”؛ أي تمويل إجراءات قابلة للقياس والتحقق، مع تعديل البروتوكولات الحالية لتأخذ في الحسبان الألبيدو والمخاطر المستقبلية. كما يدعون لإشراك المجتمعات وأصحاب المصلحة في وضع المعايير، خاصة في المنصات الأممية.
ويأمل الفريق أن يقود هذا الإصلاح إلى استخدام أكثر فاعلية للطبيعة كحليف في مواجهة أزمة المناخ، بدل الاكتفاء بوعود قد لا تتحقق على أرض الواقع.