لينداو – ألمانيا
افتتحت الكونتيسة بيتينا برنادوت، رئيسة مجلس لقاءات نوبل في لينداو، أعمال الدورة الرابعة والسبعين للقاءات نوبل اليوم، بمشاركة أكثر من 30 حائزًا على جائزة نوبل ونحو 620 عالِمًا شابًا من 85 دولة، تحت شعار “الكيمياء تغيّر المجتمع”، وسط دعوات للدفاع عن حرية الحوار العلمي في عالم يزداد استقطابًا.
قالت برنادوت خلال حفل الافتتاح في قاعة “إنزل هاله” بمدينة لينداو:
“لينداو كانت وستبقى ملتقى لتدفق الأفكار بحرية. فالحوار العلمي قيمة ثمينة، لكنه هش ويتطلب التزامنا الجماعي. لا يمكننا تجاهل التحديات التي تواجه حرية البحث، بل علينا مواجهتها عالميًا انطلاقًا من الأدلة العلمية، وبحثًا عن حلول حقيقية”.
الذكاء الاصطناعي والدبلوماسية العلمية والاستدامة تحت المجهر
يتمحور برنامج هذا العام حول ثلاثة مواضيع رئيسية:
• الذكاء الاصطناعي ودوره المتزايد في البحث الكيميائي.
• الاستدامة في المختبرات والسياسات والتعليم.
• الدبلوماسية العلمية كأداة للتعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية.
وشارك كل من فرانسيس أرنولد، الحائزة على نوبل في الكيمياء، وبن فيرينغا، والسير ديفيد ماكميلان، في افتتاح البرنامج العلمي، إلى جانب تقديم علميين هما فاليريا نيكولوزي وبرنيلا فيتونغ ستافشيد.
ومن أبرز فعاليات اليوم الأول أيضًا، ظهور جون جمبر، الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024، في جلسة نقاش رفيعة المستوى حول الذكاء الاصطناعي، إلى جانب شخصيات علمية وتقنية بارزة.
رسائل سياسية: “لا علم بلا حرية ولا تقدم بلا تعاون”
شارك في الحدث عدد من المسؤولين رفيعي المستوى الذين أكدوا على أهمية التعاون الدولي وحرية البحث العلمي:
• دوروثي بير، وزيرة البحث والفضاء الألمانية، صرحت بأن “لينداو تذكّرنا بأن التقدم العلمي يحتاج إلى حرية أكاديمية وتنقّل عالمي. لا يمكننا مواجهة تحديات هذا القرن إلا بالتكاتف”.
• إيفا-ماريا هولتسلايتنر، وزيرة المرأة والعلم النمساوية، شددت على أن “حرية البحث تتعرض لضغوط في بلدان عدة، لكن النمسا ستظل ملاذًا آمنًا للعلماء، وشريكًا دائمًا لهذا الملتقى العالمي”.
• ماركوس بلومه، وزير العلوم والفنون في ولاية بافاريا، قال: “لينداو تمثل مختبرًا للتعاون العلمي. ما يحدث هنا يجب أن يمتد إلى ألمانيا وأوروبا والعالم: أبوابنا مفتوحة للعلماء دائمًا”.
منصة للأجيال القادمة: علماء شباب من 85 دولة
شارك 44 عالِمًا شابًا في خمس جلسات علمية متقدمة تحت عنوان “جيل العلوم القادم”، إضافة إلى الفعاليات التفاعلية مثل جولات المشي العلمية والغداء مع الحائزين على نوبل.
وفي ختام الأسبوع، ينظم الملتقى رحلة تقليدية إلى جزيرة “مايناو”، تستضيفها ولاية بادن-فورتمبيرغ، وتُختتم بنقاش حول “الدبلوماسية العلمية لمواجهة التحديات العالمية”، بمشاركة خبراء عالميين مثل يوكو هاراياما من المعهد الوطني الياباني لتقنيات المعلومات والاتصالات.
74 عامًا من الحوار العلمي العالمي
يُعد لقاء لينداو أحد أعرق الملتقيات العلمية في العالم، حيث يجمع منذ عام 1951 الحائزين على جائزة نوبل مع العلماء الشباب لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون العالمي. وقد شارك في اللقاءات على مر العقود أكثر من 36,000 عالم شاب، كثير منهم أصبحوا قادة في مجالاتهم. ولا تزال شبكتهم متواصلة عبر “شبكة خريجي لينداو”.