وليد السقاف، تقنية البلوكتشين ثورة جديدة في مجال الصحافة

2 ديسمبر، 2024 أبحاث و دراسات, العالم العربي

‏‎
‏في مساهمة رائدة لمناقشة إمكانات تقنية البلوكتشين، شارك الدكتور وليد السقاف في كتابة فصل من كتاب دليل “بالغراف” العالمي للصحافة الرقمية سلط فيه الضوء على التأثير التحولي الذي يمكن أن تحدثه تقنية البلوكتشين على الصحافة والإنترنت بشكل عام. وقد جذب الدليل بالفعل اهتمامًا كبيرًا بين الباحثين والممارسين في مجال الصحافة.

الدكتور وليد السقاف، أستاذ مشارك في معهد الدوحة للدراسات العليا ومحاضر سابق في جامعة سودرتورن في ستوكهولم، متخصص في حوكمة الإنترنت وتقنيات الإعلام وحرية التعبير. يحمل الجنسيتين اليمنية والسويدية، وله إسهامات بارزة في تطوير الإعلام والتكنولوجيا في اليمن والسويد ومناطق أخرى من العالم، من خلال التركيز على تقنية البلوكتشين وتعزيز الإنترنت المفتوح والداعم للديمقراطية وحرية التعبير عالميًا.

البلوكتشين هي تقنية تُستخدم لتخزين البيانات بشكل آمن وشفاف في سلسلة من الكتل الرقمية المترابطة، تُدار عبر شبكة لامركزية، مما يجعلها مقاومة للتلاعب. تُستخدم هذه التقنية عادة في العملات الرقمية (مثل البيتكوين)، العقود الذكية، وسلاسل الإمداد وغيرها من التطبيقات.

يقدم السقاف في فصله استكشافًا شاملاً ولكنه بسيط لتقنية البلوكتشين، مستعرضًا أوجه التشابه بين المراحل المبكرة للإنترنت والوضع الحالي للبلوكتشين. وعلى الرغم من أن البلوكتشين لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن تطورها المستمر يدفعها تدريجيًا نحو التبني الشامل ويحمل تأثيرات واسعة النطاق على الصحافة الرقمية.

‏‎ويسرد السقاف في الكتاب خمسة مجالات رئيسية يمكن أن تحدث فيها البلوكتشين ثورة في الصحافة:
‏‎ 1. التحقق من المصدر: ضمان مصداقية المعلومات وتتبعها لمكافحة المعلومات المضللة.
‏‎ 2. الصحافة الاستقصائية: توفير منصات آمنة للمبلغين عن المخالفات وتعزيز الشفافية في المصادر.
‏‎ 3. تحقيق الدخل ونشر المحتوى: تمكين الصحفيين والمبدعين من تحقيق دخل مباشر عبر منصات لامركزية.
‏‎ 4. حقوق الملكية الفكرية والأرشفة: حماية حقوق المبدعين والحفاظ على المحتوى الصحفي في سجلات غير قابلة للتغيير.
‏‎ 5. حرية التعبير: تقديم وسيلة مقاومة للرقابة للصحفيين العاملين في ظل أنظمة قمعية.

‏‎من خلال عرض هذه الاستخدامات، يبرز السقاف كيف يمكن لتقنيات Web3 المدعومة بالبلوكتشين أن تعيد تشكيل الصحافة بشكل جذري، تمامًا كما فعل الإنترنت في مطلع القرن. ويؤكد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال، داعيًا المهتمين والجهات المعنية إلى دراسة إمكانات البلوكتشين في حماية حرية الصحافة وتعزيز نزاهتها في العصر الرقمي.

‏‎ومع اقتراب تقنية البلوكتشين من التبني الواسع، يأتي هذا العمل كمقدمة ضرورية لفهم تأثيراتها. فهو يشجع الباحثين والممارسين على استكشاف دورها في مواجهة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه الصحافة اليوم.

‏‎يُعتبر هذا الفصل من الكتاب قراءة أساسية لكل من يهتم بالتقاطع بين التكنولوجيا والصحافة، حيث يفتح الباب لإعادة تصور كيفية إنتاج المعلومات ونشرها واستهلاكها في عالم تدعمه تقنية البلوكتشين.