الرئيسية / البيئة والمناخ /   مرام النبهاني اليمنية المتخصصة في علوم البيئة في أول لقاء بقمة المناخ بمدينة شرم الشيخ
تنزيل

  مرام النبهاني اليمنية المتخصصة في علوم البيئة في أول لقاء بقمة المناخ بمدينة شرم الشيخ

 

قله المشاركين اليمنيين في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ وبالذات الفتيات المشاركات .

تغير المناخ مصدرا واضحا للتهديد في الوطن العربي؛ إذ تضعه طبيعته الجغرافية في خطر كبير من حيث نقص المياه و انعدام الأمن الغذائي والجفاف والموجات الحارة .

نجح مؤتمر المناخ بشرم الشيخ في الاتفاق على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لتعويض الدول المتضررة من تغير المناخ ، والموافقة على برامج التكيف .

الحرب في اليمن دمرت القطاع النباتي وسببت بكوارث ستؤثر على الأجيال القادمة .

 

في ظل انعدام مشاركة الشباب اليمني في مؤتمرات المناخ السابقة الا من اعداد بسيطة لا تكاد تذكر فان قمة المناخ في شرم الشيخ مثلت نقطة ضوء سهلت للشباب اليمني المهتم بالتغيرات المناخية الاقتراب من هذا الحدث العالمي الهام بل ان مشاركة الفتيات لأول مرة تعد انجاز للفتيات اليمنيات وكانت مرام النبهاني التي انهت دراسة الماجستير في علوم البيئة باكورة المشاركات من النساء اليمنيات المتخصصات في قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ 2022م .

فإلى هذا اللقاء الذي خصته للشبكة اليمنية للعلوم والبيئة .

 

كأحدي الشابات اليمنيات المشاركات في  قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ  ما هو الشيء الذي لفت انتباهك في قمة المناخ ؟

كان الحضور فعال وقوي وكان الشباب اليمني متحمس مع المؤتمر بكل فعاليته، على الرغم من الحضور  القليل لليمنيين مقارنه بباقي الدول الأخرى , لكن حسب ما يقال بأن هذا المؤتمر كان عدد الحضور أكثر من المؤتمرات السابقة

و لكن الذي لفت انتباهي قله المشاركين اليمنيين في مؤتمر المناخ وبالذات الفتيات المشاركات في هذا المؤتمر

كيف ترين مشاركة الشباب في قمة المناخ والعمل البيئي وماهي أبرز التحديات التي تواجه الشباب العربي لتحسين مشاركتهم في العمل البيئي ؟

مشاركه الشباب في العمل المناخي مهمه جدا، فالشباب هم الفئه الأكثر حماسة في قضيه التغيرات المناخية وهم يعملون بشكل تطوعي ويسعون لأداء دورهم لأجل ضمان عالم أفضل نعيش فيه جميعا ، ومن خلال تنمية مستدامة للأجيال القادمة ورديفا هاما للحكومات في تحقيق توزان بيئي .

وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، يبلغ عدد الشباب في العالم حوالي 1.21 مليار نسمة. في حين أن تعريف الشباب يختلف من بلد الى آخر، فأصبح الشباب الذين يشكلون غالبية السكان في العديد من البلدان قوة دافعة في السعي الى مستقبل منخفض الكربون وقادر على التكيف مع التغيرات المناخ.

ولعل أبرز التحديات وفق تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية (IPCC ) ، كل الدول معرضة للخطر نتيجة لتغير المناخ ، وليس الوطن العربي فحسب ، ويعد تغير المناخ مصدرا واضحا للتهديد في الوطن العربي؛ إذ تضعه طبيعته الجغرافية في خطر كبير من حيث نقص المياه و انعدام الأمن الغذائي والجفاف والموجات الحارة، لذلك يجد الشباب تحديات كبيرة في العمل المناخي من ضمنها قله الوعي بأبعاد القضية وأهميه معالجتها بسبب نظرة الشباب لقضية تغير المناخ كرفاهية، نظر للحروب والصراعات السياسية التي تمر بها الدول العربية بالإضافة الى غياب الإعلام العربي لقضايا المناخ بالاهتمام الملائم  حيث يتم التعامل معها باعتبارها قضيه بعيده عن واقع الوطن العربي ولكن مع تطور تكنولوجيا المعلومات وزياده الوعي بشأن موضوعات تغير المناخ في الشرق الأوسط والاثار الكارثية المترتبة عليها في المنطقة ، أصبح الشباب اكثر حرصا على المشاركة في القضية من أجل تحقيق مستقبل أكثر أستدامه للأجيال القادمة .

 

 

كيف كانت مشاركتك في القمة وهل هذه أول مرة تشاركين فيها ؟

سعيدة جدا بهذه المشاركة . نعم لأول مره أشارك فيها ، وكانت بالنسبة لنا فرصه رائعة لبناء قدراتنا في العمل المناخي وزادت من وعينا وفهمنا لقضيه المناخ بشكل أكبر .

كيف تنظرين الى نتائج قمة المناخ ؟

على حسب اطلاعي لبعض مخرجات مؤتمر الأطراف لبعض الأعوام كانت تختلف من عام الى عام ، بعضها خرجت باتفاقيات مثل اتفاقيه باريس المنعقدة في عام 2015 والبعض كانت المخرجات فقط كمعاهدات والتي كانت العام الماضي في جلاسكو والتي كانت على أساس سيتم تطبيق هذه المعاهدات في قمة هذا العام المنعقدة في شرم الشيخ .

يمكن تلخيص نتائج المؤتمر في نقطتين ، النقطة الأولى نجاح المؤتمر في الحصول على موافقة الجميع على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لتعويض الدول المتضررة من تغير المناخ ، والموافقة على برامج التكيف وهذا ما طالبت به الدول النامية لعده سنوات وتعتبر خطوه جيده على الرغم من أن الاتفاق لم يحدد تفاصيل عن هذا الصندوق على أن يتم تحديد التفاصيل في مؤتمر الأطراف الذي سيعقد في دوله الامارات العربية المتحدة .

النقطة الثانية : لخصها أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة في قوله لم ينجح المؤتمر في وضع خطة ملزمة لخفض الانبعاثات الملوثة بشكل جذري، وقد يرجع هذا لأزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، وهذا ليس مبررًا لتخلي هذه الدول عن مسئوليتها تجاه العالم، ولكنه الواقع الذي يعيشه النظام العالمي الحالي الذي فشل في مواجهة أزمة المناخ.

 

هل برأيك ضرورة مشاركة المتخصصين في البيئة  في اليمن من باب اكتساب الخبرة ؟

نعم ضروي جدا كما قلت سابقا بأن هذه الفرص مناسبة لبناء القدرات واكتساب الخبرة اللازمة في هذا المجال  ورفع الوعي بشان قضية تغير المناخ ، وايصال اصواتنا كبلاد متضرره جراء التغيرات المناخية للجهات المعنية .

 

من وجهة نظرك كيف تستفيد اليمن من قمة المناخ ؟

عن طريق الوفد الحكومي الذي قدم رؤيته للمؤتمر وشارك في المفاوضات ذات العلاقة بما من شأنه الحصول على التمويل والدعم اللازم لبرامج التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية. وطبعا المسألة ستحتاج الى تقديم تصورات لمشاريع وبرامج وسياسات وخطط واستراتيجيات لتمويلها من الصناديق والمنح ذات العلاقة. وهذه يجب ان تكون مبنية على فهم السياق العالمي وتوصيات هذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة وفي القطاعات المختلفة وايضا مرتبطة بالاحتياجات والاولويات المحلية .

 

 

ماهي أبرز التحديات التي تواجه البيئة في اليمن ؟

قلة الوعي بالقضايا والاثار المتعلقة بتغيرات المناخ واسبابها واثارها وهذا ناتج عن غياب التوعية بهذا الخصوص والذي يتطلب وضعها كأولوية من قبل المجتمع الدولي وبحيث تكون انشطة التنمية تستهدف الفئات المجتمعية المختلفة وبلغة تناسب مستوياتهم التعليمية والمعرفية وفي كل قطاع على حدة.

طبعا هذا سيتطلب تدريب كواد متخصصة في القطاعات المختلفة في شتى المجالات وتدريبهم كمرشدين وكإعلاميين

ثانيا قلة الفرص المتاحة في العمل المناخي وأيضا المنح التعليمية او المؤتمرات او ورش العمل التي تعقد حول التغير المناخي وانعدام التمويل لها. على سبيل المثال أنا واحدة من الشابات التي أتيت على حسابي الشخصي وتحملت التكاليف كاملة وذلك من مبدأ اهتمامي الكبير في قضية المناخ وأن هذه القضية تخص كوكب الأرض والتي نحن جزء منه.

ثالثا الصراع السياسي في اليمن يهمش قضية المناخ باعتبارها قضية ثانويه  .

 

هل استطاع الوفد الحكومي اليمني تقديم شيء في قمة المناخ   ؟

كما قلنا سابقا أن الوفد الحكومي قدم رؤيته للمؤتمر وشارك في المفاوضات ذات العلاقة بما من شأنه الحصول على التمويل والدعم اللازم لبرامج التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية ولكن المسألة تحتاج الى وقت طويل .

 

 

كيف أثرت الحرب على التنوع الحيوي والبيئي في اليمن ؟

كلنا نعلم أن الحرب قد تتوقف في يوم وليلة و بذلك قد تتوقف الكوارث وان كل شيء سيعود كما كان، الا أن الأثر الكارثي البيئي التي قد تتركه الحروب لن تنتهي بسهوله بل ستستمر أضراره للأجيال القادمة التي ستدفع الثمن .

عادة في المناطق التي تشهد نزاعات وحروب بين الطرفين ، يؤدي سقوط القذائف والأسلحة في المناطق الزراعية الى حرق التربة ومن ثم تبخير المواد العضوية والذي بدوره  تصبح أراضي غير صالحه للزراعة ومع مرور الوقت وعوامل التعرية سيؤدي الى انجراف التربة وتحويلها الى اراض قاحله غير صالحة للاستخدام ، وحتى وان عادت هذه الأراضي للزراعة وبسبب تسرب المواد الإشعاعية للتربة فعند زراعتها ستنقل هذه المواد الضارة الى النباتات التي نأكلها وبالتالي انتقال المواد المشعة لأجسامنا مما ستسبب امراض كثيره على رأسها السرطانات وغيرها من الامراض الخطيرة ،

الحرب  لها اثارها السلبية الكبيرة التي كان لها أثر كبير في تغير وتقليل  مساحه الغطاء النباتي ، بسبب انقطاع المشتقات النفطية في بلادنا ، على سبيل المثال أثناء زيارتي البحثية لمنطقه دمت الواقعة شمال محافظه البيضاء لاحظت الكثير من الناس يتجه الى التحطيب (الجائر) واقتلاع الأشجار من الغابات بطرق غير شرعيه مما أدى الى تقليل مساحة رقعة المسطحات الخضراء التي كانت تغطي معظم المنطقة وبالتالي يؤدي الى هجره الكائنات المستوطنة في هذه البيئة مما يؤدي الى قتل التنوع الحيوي في هذه المنطقة بالإضافة الى الاضرار الأخرى التي يسببها التحطيب من التلوث والتغير في درجه الحرارة بسبب نقص الاكسجين وزياده انبعاث ثاني أكسيد الكربون و حيث تعتبر دمت من المناطق السياحية العلاجية  المهمة التي يقصدها الكثير من الزوار . مع العلم أن هذا التحطيب الجائر لا يقتصر فقط على دمت بل محافظات أخرى على رأسها العاصمة صنعاء، حيث لاحظنا الكثير من الافران أصبحت تستخدم الحطب كبديل للغاز.

بالإضافة الى أن الحروب اثرت على كمية الإنتاج الزراعي بسبب عدم كفاية ري الأراضي الزراعية بسبب نقص إمدادات المياه .

 

 

يدور كثير من الجدل حول سقطرى هل الأحداث الجارية هناك ستؤثر على تنوعها الحيوي ؟

أرخبيل سقطرى يتمتع بتنوع حيوي فريد حيث أنها تتميز بنباتاتها المتنوعة والمتعددة فقد سجلت الدراسات احتواء سقطرى على نحو 850 نوعا من النبات منها 293 نوعاً مستوطناً ونادراً تنفرد فيها سقطرى عن باقي مناطق العالم إذ يعتبرها العلماء والباحثون في مجالات الطبيعة والبيئة بأنها تحتضن أكبر تجمع للتنوع النباتي في العالم، ويمتلك أرخبيل سقطرى المئات من الانواع المتوطنة حيت يوجد في سقطرى اكثر من 900 نوع من النباتات 37% منها متوطن اي لا يوجد في اي مكان في العالم الا في سقطرى..

بالنسبة للأحداث الجارية وتأثيرها على التنوع الحيوي، بالتأكيد جزيرة سقطرى تعرضت لكوارث طبيعية تمثلت في 3 اعاصير كان أبرزهم إعصار تشابالا وهو ثاني أقوى إعصار استوائي بالإضافة الى العواصف المدارية القوية، وشهدت الجزيرة بعض من عمليات الانشاءات المتسارعة الغير خاضعه للرقابة التي تهدد التنوع الحيوي في الجزيرة  مثل تنفيذ انشاءات عقارية في الموقع الأثري للحصن التاريخي في جبل “حواري” في جزيرة سقطرى، والذي يمتد عمره إلى أكثر من 500 عام. بالإضافة الى الاتجار غير المشروع بالأنواع المستوطنة والنادرة وزيادة النفايات والصيد الجائر كارتفاع جرائم ذبح السلاحف وبيع لحومها في سقطرى. في يونيو/حزيران 2020، قال مدير عام هيئة حماية البيئة في سقطرى، علي محمد سالم في تصريح صحفي:” في السنوات الأخيرة زادت عمليات الاصطياد للسلاحف في جزيرة سقطرى بسبب توقف نشاط مراقبة اصطياد السلاحف بسقطرى منذ بدء الصراع في الجزيرة”. كل هذه الأسباب أدت الى تهديد وخلل في النظام البيئي والتنوع الحيوي في الجزيرة.

وفي ظل الظروف الراهنة للبلاد، من المفترض أن تعلن منطقه سقطرى كموقع مهدد بالخطر، بحيث يتم ادراجها في قائمة التراث العالمي المهددة بالخطر من قبل لجنة التراث العالمي باليونسكو.

وأشار التقييم العالمي لتوقعات حفظ التراث الطبيعي لسنة 2020، أن سقطرى التي كانت محمية بشكل جيد نسبياً، لكنها تشهد الآن تطوراً سريعاً، مما أدى إلى بروز تهديدات كبيرة على بيئتها الفريدة، من خلال زيادة استخدام الموارد الطبيعية، وعمليات تطوير البنية التحتية، فضلاً عن التهديدات المتزايدة المتعلقة بتغير المناخ، وإدخال الأنواع الغريبة والغازية، وتدهور الموائل. مع توقعات بالمزيد من التدهور.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

53373094409_b37bb45917_c

مخرجات قمة المناخ ودور منظمات المجتمع المدني اليمنية والعربية في COP28

  أثمر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بدورته الثامنة والعشرين (COP28)، والذي …