الرئيسية / الطاقة المتجددة / الطاقة المتجددة: حلول تثقل كاهل المواطن
الطاقة المتجددة - اليمن
الطاقة المتجددة - اليمن

الطاقة المتجددة: حلول تثقل كاهل المواطن

صفية مهدي ‏‎
‎ ‎ ‎ ‎
الغش في ألواح وبطاريات ومحولات الطاقة ‏الشمسية المستوردة يهدد مستقبل انتشارها

يعد اعتماد نسبة كبيرة من اليمنيين على الطاقة المتجددة -الألواح الشمسية للحصول على الكهرباء- من أبرز الظواهر الإيجابية ‏في زمن الأزمات والحرب المشتعلة منذ سنوات، لكن استمرار انتشارها والاعتماد عليها يواجه المشاكل المرتبطة بجودة وكفاءة ‏البطاريات وأسعارها مع أزمة العملة المحلية، وانتشار بعض الشركات التي تقدم خدمات الكهرباء عبر المولدات الكهربائية ‏بأسعار مرتفعة‎.‎

ويتحدث لـ«العربي» فايز عبدالله، والذي يعمل في أحد المستشفيات الخاصة بالعاصمة صنعاء، فيقول، إنه متردد في شراء ‏بطارية جديدة لتوفير الكهرباء لشقته التي يشاهد فيها التلفاز لساعات، ويشحن الهواتف وتشغّل الغسالة، بالإضافة إلى الإضاءة، ‏وقد تراجعت كفاءة البطارية الأسيد (بطارية الرصاص) التي اشتراها قبل أقل من عام، (150 أمبير وبسعر يفوق 50 ألفاً)، مشيراً ‏إلى أن «كفاءتها لم تعد في الشهور الأخيرة تتعدى 30% مقارنة بالشهور الأولى، برغم اتباع النصائح بتشغليها بالألواح المناسبة ‏‏150 و100 وات‎».‎

عندما وجد فايز نفسه مضطراً الشهر الماضي لشراء بطارية جديدة، يقول إنه نظراً لسعر البطارية الجديدة وبسبب انهيار أسعار ‏العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، أصبح مطالباً بدفع ما يزيد عن 70 ألفاً، وهو غير راضٍ عن أداء البطارية السابقة، وأصبح ‏حائراً بين استبدالها أو الاشتراك بمولد تجاري للكهرباء، بأسعار مرتفعة، لكنها ليست كبيرة بالمقارنة مع الخسارة التي يدفعها ‏بشراء البطارية‎.‎

القيمة متساوية

موقف فايز قريب لتجربة إيمان لطف، وهي أم لخمسة أولاد، حيث تقول لـ«العربي»، إنهم اشتروا «أكثر من مرة بطاريات ‏وألواح شمسية منظومة متكاملة لكن مع مرور الوقت البطاريات تتعطل، وهي تكلف مبلغ 70 الفاً، ومع ذلك لم نكن نستطيع ‏تشغيل الثلاجة الكهربائية‎».‎

الطاقة المتجددة - اليمن
الطاقة المتجددة – اليمن

وتضيف أنه «الآن صيف نضطر إلى شراء الثلج ونشغل المكنسة الكهربائية والتلفزيون لساعات محدودة، ففضلنا الاشتراك في ‏المولد الكهربائي القريب من منزلنا، لأن قيمة البطاريات نفسها بتكون قيمة الفاتورة بالإشتراك في الطاقة‎».‎

عجز الشمسية والغش الرهيب

ويقول الصحافي المهتم بمواضيع الطاقة المتجددة عمر الحياني لـ«العربي»، إن «الطاقة الشمسية هي احد الحلول التي ساعدت ‏الناس في الحصول على الطاقة في ظل انقطاع الكهرباء في كثير من المدن اليمنية ‏منذ بداية الحرب»، ويرى أن عودة بعض ‏سكان العاصمة صنعاء للحصول على الطاقة من الكهرباء المولدة ‏عبر القطاع الخاص، «مثلت حلاً بديلاً لمواجهة العجز في ‏الطاقة المتولدة عبر الألواح الشمسية، وصعوبة استبدال بطاريات التخزين ‏لتكاليفها الباهظة ورداءة الاداء والغش في صناعتها‎».‎

ويتابع أن العودة من البعض للكهرباء عبر القطاع الخاص نتيجة أيضاً لـ«عدم قدرة الطاقة الشمسية على توفير طاقة كافية ‏للاستخدام المنزلي في صنعاء، و لتغطية أي ‏نقص في الطاقة الشمسية، وبالذات في فصل الصيف، نظراً لأن هذه الشهور تحديداً ‏موسم الامطار في اليمن ومعظم ساعات النهار يكون الجو غائماً»، مؤكداً أنه ‏مع ذلك تظل الطاقة الشمسية هي المفضلة، وهي ‏الحل الامثل، ولكن «تكاليف الحصول على طاقة كافية للمنازل في ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية للمواطنين، تظل ‏المشكلة ‏الرئيسية في ازدهار الطاقة الشمسية في اليمن ونموها، بالإضافة لوجود غش رهيب في ألواح وبطاريات ومحولات ‏الطاقة ‏الشمسية المستوردة‎».‎

موثوقية المولدات منخفضة

من جانبه، يقول المهندس المتخصص في الطاقة المتجددة، ابراهيم اليوسفي، إن «ارتفاع اسعار البطاريات ذات الجودة العالية، ‏أجبر كثيراً من الناس على شراء انظمة طاقة مكون البطاريات فيها ذو جودة متوسطة أو منخفضة، كون البطارية تمثل الجزء ‏الأكثر ثمناً في نظام الطاقة المستقل‎».‎

ويضيف أن «فقد معظم الناس مصادر الدخل الثابتة كالمرتبات، يقف عائقاً أمام شراء نظام طاقة بمواصفات ذات جودة عالية»، ‏وهذا برأيه سبب لجوء العديد من الناس إلى «مصادر التوليد التجارية، التي تعتمد على الديزل، برغم الموثوقية المنحفضة لهذه ‏المصادر، بسبب اضطراب اسعار وقود الديزل، واحياناً انعدامه في الاسواق المحلية مما سبب ارتفاعاً جنونياً في تكلفة فاتورة ‏الكهرباء‎».‎

المصدر: العربي ‏

شاهد أيضاً

Cerf @ HLF

على هامش منتدى هايدلبرغ، كيف يرى فينتون سيرف (أبو الانترنت) المستقبل، وما الذي يقلقة حيال الذكاء الاصطناعي؟

كتب : عبدالرحمن أبوطالب أكتوبر ٢٠٢٣   فور انطلاقك متجها إلى مدينة هايدلبرج الألمانية، للمشاركة …