أصدر نخبة من علماء المحيطات الأوروبيين مؤخرًا دراسة علمية تحمل عنوان “التنقل نحو المستقبل السادس” (NFVI)، تسلط الضوء على عدم كفاية الاهتمام بالتأثيرات المناخية التي تحدث في المحيطات والتي ستؤثر على كيفية عيشنا بالقرب منها. تأتي هذه الدراسة بينما تنطلق فعاليات مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP29) حول التغير المناخي في باكو، أذربيجان، مما يجعل هذا الوقت مناسباً لإعادة التفكير في الدور التفاعلي بين المحيط والمناخ في حياتنا اليومية.
تقول كاترين شرودر، المؤلفة الرئيسية لأحد فصول الدراسة والمعنية بالمحيطات والمناخ: “إن المحيطات والمناطق الساحلية تتغير بشكل أسرع من ذي قبل بسبب التغير المناخي، وتواجه خطط التخطيط الساحلي صعوبة في مواكبة هذه التغييرات. نحن بحاجة إلى فهم أعمق حول كيفية تأثير التغير المناخي على قابلية سواحلنا للعيش، ووضع خطط إدارة متكيفة مع هذه التغييرات المستمرة، بحيث نضمن أن تكون التعديلات مناسبة وشاملة، تراعي الإسكان، الغذاء، المياه العذبة، والطبيعة. بدون هذه التعديلات، نخاطر بجعل مدننا الساحلية غير صالحة للسكن.”
أسئلة مصيرية
تم إعداد دراسة “التنقل نحو المستقبل السادس” بواسطة فريق من خبراء المناخ والمحيطات الأوروبيين، وتتناول فيها دور المحيطات كجزء من نظام المناخ العالمي وأهميتها في التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى التأثيرات المتسارعة للتغير المناخي على المحيطات والسواحل. تهدف هذه الوثيقة إلى تقديم نصائح علمية مستقلة ومستندة إلى حقائق للحكومات وصناع السياسات والممولين حول مستقبل الأبحاث المتعلقة بالمحيطات.
وتبرز الدراسة عدة أسئلة جوهرية تسلط الضوء على العلاقة بين المحيطات والمناخ، ومن أبرزها:
•إلى أي مدى، ومتى، سترتفع مستويات البحار مع ذوبان الصفائح الجليدية بسبب التغير المناخي؟
•كيف يؤثر التغير المناخي على دوران المحيطات، وما انعكاسات ذلك على الطقس؟
•أين توجد تركيزات طبيعية لثاني أكسيد الكربون والميثان في المحيطات، ومتى قد تبدأ المحيطات بإطلاقها؟
•ما هي أولويات البحث والقياسات المناخية اللازمة لتعميق فهمنا حول الترابط بين المحيطات والمناخ؟
•كيف سيتأثر البشر بهذه التغيرات في المحيطات، وما تأثيرها على حياتنا اليومية؟
•هل يمكننا حماية نمط حياتنا الحالي قرب المحيطات من التغيرات المناخية لضمان استمرارية العيش بجانب البحر؟
تهدف هذه الأسئلة إلى دفع الحكومات إلى التفكير الجاد في تبني استراتيجيات شاملة للتعامل مع التغيرات المناخية في المحيطات، للحفاظ على قابلية سواحلنا للعيش وتأمين مستقبل مستدام للمجتمعات الساحلية.