الرئيسية / البيئة والمناخ / هل تواجه المحيطات أزمة بيئية؟
Madison-Ocean-Acidity-Cover-Great-Barrier-Reef-Australian-Institute-of-Marine-Science

هل تواجه المحيطات أزمة بيئية؟

أزمة التنوع البيولوجي في المحيطات، دراسة أوروبية تدق ناقوس الخطر

في ظل استمرار مؤتمر الأطراف COP16 حول التنوع البيولوجي في كالي، كولومبيا، أصدر فريق من الخبراء الأوروبيين في العلوم البحرية تقريرًا جديدًا تحت عنوان “مستقبل البحار السادس” (Navigating the Future VI). يستعرض التقرير أزمة التنوع البيولوجي من منظور البيئة البحرية، ويؤكد أن هناك فجوة كبيرة في المعلومات حول أنواع الكائنات البحرية مقارنة بنظيراتها البرية، مما يزيد من صعوبة قياس مدى تدهورها وتأثيره.

ويوفر هذا التقرير مرجعية علمية دقيقة للحكومات وصنّاع القرار وممولي الأبحاث حول مستقبل المحيطات والبحار، حيث دعا إلى تسريع الجهود العلمية لسد الفجوات المعرفية حول تنوع الكائنات البحرية والتحديات التي تواجهها.

ويحذر الباحث الرئيسي في الفصل الخاص بالمحيط والتنوع البيولوجي، كارلوس بيرييرا دوبازو، من أن “تغير المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات، مما يضطر العديد من الكائنات البحرية إلى التحرك بحثًا عن بيئات تتناسب مع تكيفاتها الفسيولوجية. لكننا لا ندرك تمامًا عواقب هذه التحركات، حيث قد يؤدي انتقال بعض الأنواع إلى مناطق جديدة إلى انتشار كائنات دقيقة قد تسبب أوبئة محلية بين الأنواع الأصلية، أو أن الكائنات الدخيلة نفسها قد تتعرض لعدوى وبائية في موائلها الجديدة.”

أسئلة بحثية حرجة لمواجهة أزمة التنوع البيولوجي

يسلط الفصل الخاص بالتنوع البيولوجي في تقرير “مستقبل البحار السادس” الضوء على الأسئلة البحثية الملحة حول التنوع البيولوجي البحري وسبل تطوره في ظل التغيرات البيئية المتسارعة، ويضع مجموعة من التوصيات، من أبرزها:

التطوير السريع لأساليب التصنيف البيولوجي باستخدام مزيج من التقنيات التقليدية والجينية لتسريع وتيرة التعرف على الأنواع وتوسيع نطاق مراقبة التنوع البيولوجي.

تحديد مواقع تواجد الكائنات الدقيقة الممرضة في البحار وتقييم خطر انتشار أوبئة قد تهدد الأنواع البحرية.

رصد تنقلات الكائنات البحرية، كالأصناف السمكية التجارية، استجابةً لارتفاع درجة حرارة المحيطات، وتطوير استراتيجيات لتفادي نشوب صراعات بين البشر مع انتقال الأنواع إلى مناطق جديدة.

تحليل تأثير الأنشطة البشرية الجديدة التي قد تؤثر على التنوع البيولوجي البحري، ووضع تدابير للتخفيف من هذه المخاطر.

التصدي لأنواع الكائنات الغازية وكيفية تأثيرها على الأنظمة البيئية البحرية المحلية.

تقييم الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لجهود الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، حيث ينبه التقرير إلى التكلفة المرتفعة لهذه الجهود، مقابل التأثير السلبي الباهظ لتجاهلها على المدى البعيد.

تجدر الإشارة إلى أن التقرير أعدّه فريق من 33 خبيرًا من مجلس البحار الأوروبي، وهو هيئة استشارية علمية غير حكومية تمثل أكثر من 10,000 عالم بحري في أوروبا. ويغطي التقرير عمل الفريق الممتد من أكتوبر 2022 إلى أكتوبر 2024، حيث يجمع الخبراء بين تخصصات العلوم الطبيعية والاجتماعية المختلفة لدراسة الدور الحاسم الذي تلعبه المحيطات في النظام البيئي الأرضي.

شاهد أيضاً

8180138067_f494ff57a9_b

هل سنتمكن من مواصلة العيش على شواطئ البحار؟

أصدر نخبة من علماء المحيطات الأوروبيين مؤخرًا دراسة علمية تحمل عنوان “التنقل نحو المستقبل السادس” …