الرئيسية / البيئة والمناخ / مؤتمر بون للمناخ يمهد الطريق لاتخاذ قرارات حاسمة في COP28
BONN CLIMATE CHANGE CONFERENCE
BONN CLIMATE CHANGE CONFERENCE

مؤتمر بون للمناخ يمهد الطريق لاتخاذ قرارات حاسمة في COP28

١٥ يونيو ٢٠٢٣

بون – عبدالرحمن أبوطالب

اختتم مؤتمر بون الأخير لتغير المناخ SB58  أعماله اليوم الخميس عقب أسبوعين من المفاوضات المكثفة أدت إلى إحراز تقدم بشأن القضايا الرئيسية. حيث ستضع نتائج هذا المؤتمر الأساس لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) المرتقب بشدة في وقت لاحق من هذا العام في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ورغم التحدي الذي واجه الاتفاق على جدول أعمال المؤتمر في بدايته، فقد أعرب الأمين التنفيذي لتغير المناخ في الأمم المتحدة، سيمون ستيل، عن تفاؤله، مشيرًا إلى أنه يمكن بناء الجسور لإيجاد أرضية مشتركة بين الدول. وشدد  ستيل على أهمية ارتقاء المفاوضين إلى مستوى الحدث، والتوصل إلى حلول وسط، وإقناع حكوماتهم بالاعتراف بضرورة وجدارة مثل هذه الاتفاقات.

خلال اجتماع بون، تم إحراز تقدم في بعض المسائل الحاسمة، بما في ذلك التقييم العالمي، وتمويل المناخ، والخسائر والأضرار، والتكيف مع التغير المناخي. يعتبر التقييم العالمي ذا أهمية خاصة، والذي سيتوج عمله في COP 28 وسيكون بمثابة فرصة حاسمة لإعادة تنسيق الجهود مع قيود درجة الحرارة المنصوص عليها في اتفاقية باريس.

شارك المندوبون والمراقبون والخبراء في الحوار الفني النهائي لعملية التقييم العالمي الأولى، واشتركوا في مناقشات وجلسات وورش عمل مائدة على مدار ستة أيام. ركزت هذه الجلسات على تسريع التقدم الجماعي في مجالات مثل التخفيف من الانبعاثات والتكيف وتدابير الاستجابة ووسائل التنفيذ، بما في ذلك تمويل المناخ ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات. هذا وسيصدر تقرير تجميعي يتضمن النتائج الرئيسية بحلول أوائل سبتمبر، يقدم فيه إرشادات وتوصيات للأطراف وأصحاب المصلحة من غير الأطراف لتحقيق الأهداف المحددة في اتفاق باريس.

احتلت قضية تمويل المناخ مركز الصدارة في مؤتمر بون للمناخ، حيث شدد المشاركون على الحاجة إلى تزويد البلدان النامية بالدعم المالي الكافي والذي يمكن التنبؤ به للعمل المناخي. علاوة على ذلك، دارت المناقشات حول تحديد هدف مشترك جديد قابل للقياس لتمويل المناخ في عام ٢٠٢٤. كما اتفقت الأطراف الحاضرة على العناصر الهيكلية لقرار دبي بشأن الهدف العالمي للتكيف.

أثبت حوار غلاسكو الثاني بشأن الخسائر والأضرار- تأسس حوار غلاسكو بين الأطراف والمنظمات ذات الصلة وأصحاب المصلحة في الدور السادسة والعشرين لمؤتمر المناخ COP26 لمناقشة الترتيبات الخاصة بتمويل الأنشطة لتفادي وتقليل ومعالجة الخسائر والأضرار المرتبطة بالآثار الضارة لتغير المناخ –  أهميته في دفع عمل اللجنة الانتقالية بشأن ترتيبات التمويل وإنشاء صندوق جديد لمعالجة الخسائر والأضرار. حيث تطرق المشاركون إلى سبل تعظيم الدعم من ترتيبات التمويل الحالية مع ضمان الاتساق والتكامل والتنسيق. كما ستقدم اللجنة الانتقالية توصيات لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار الجديد وترتيبات التمويل في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف.

أصيل أبوطالب
أصيل أبوطالب

من جانب آخر، أشار أصيل أبوطالب، وهو أحد المشاركين في المؤتمر ممثلا عن منظمة الشباب الرسمية التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، في تصريح خاص ليمن ساينس إلى التحديات التي شهدها المؤتمر في بدايته نتيجة اختلاف رؤى الدول المشاركة حول جدول الأعمال والذي تأخر التوافق عليه حتى اللحظات الأخيرة. وفيما يتعلق بقضايا التمويل، قال أبوطالب أن الأطراف تبادلت اللوم في مسألة عدم حسم هذا الملف موضحا بأن برنامج عمل التخفيف من التغير المناخي الذي أسقط من جدول الأعمال وغيرها من الخلافات الأخرى قد تحد من فرص الوصول لنتائج جيدة في الدورة الثامنة والعشرين القادمة في دبي. وأكد بأنه من الصعوبة بمكان تطبيق اتفاقية باريس مالم يكن هناك التزام أعلى من قبل جميع الأطراف مما هو عليه الوضع حاليا. وأضاف أبوطالب بأن المؤشرات من مؤتمر بون تقول بأننا ذاهبون إلى دبي بطموح أقل نتيجة تأثير الوضع الاقتصادي والجيوسياسي الذي سينعكس بدورة على العمل المناخي بشكل عام خاصة في ضل عدم وجود التزامات واضحة وصارمة من الأطراف المشاركة في المفاوضات.

هذا وقد شهد مؤتمر بون مشاركة غير مسبوقة لأكثر من ٤٨٠٠ فرد من خلفيات متنوعة، أي ما يقرب من ضعف الحضور عن العام السابق. شارك ممثلو الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية والشركات والمدن والمجتمع المدني والشباب مبادراتهم الرائعة لمكافحة تغير المناخ مع التأكيد على التحديات التي تنتظرهم.

مع إحراز مؤتمر بون للمناخ تقدمًا في بعض القضايا الحرجة، فإن الدورة الثامنة والعشرون COP28 مهيأة لمعالجة القرارات الحاسمة. لم تكن الحاجة إلى تثبيت تركيزات غازات الدفيئة والحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. من الضروري الآن أن تغتنم الدول هذه الفرصة وأن تظهر التزامها الراسخ بمستقبل مستدام للجميع.

 

شاهد أيضاً

المهندس طارق حسان

مقابلة خاصة | طارق حسان، أحد الرواد الأوائل للعمل المناخي في اليمن.

المهندس طارق حسان – رائد العمل المناخي في اليمن حضوره ل عشرة مؤتمرات مناخ كمراقب وممثل …