الرئيسية / الأرض و الفضاء / جنوب أفريقيا تلعب دورا مهما في مستقبل علوم الفضاء

جنوب أفريقيا تلعب دورا مهما في مستقبل علوم الفضاء

خاص – يمن ساينس

عبدالرحمن أبوطالب

 

الرئيس سيريل رامافوزا
الرئيس سيريل رامافوزا

حضي المنتدى العلمي العالمي في كيب تاون باهتمام رسمي كبير بالحدث على كل المستويات، بدء برئيس الدولة الذي القى الكلمة الافتتاحية للمنتدى وليس انتهاء بالعدد الكبير من المنظمات والمؤسسات العلمية والأكاديمية الجنوب أفريقية المشاركة في المنتدى والمعرض العلمي المصاحب له. غير أن ما لفت نظري أكثر هو حجم العمل المؤسسي في مجال العلوم والابتكار في جنوب أفريقيا ومدى الشراكة والتعاون الدولي في هذا المجال مع الدول الرائدة والمتقدمة في مجال العلوم على مستوى العالم. وقد برز هذا جليا في الكلمة الافتتاحية للرئيس سيريل رامافوزا الذي تساءل كيف يمكن للمنتدى أن يضمن الاعتراف بمساهمة العلوم الأفريقية كمورد عالمي يمثل جزءًا من الاستجابات العالمية للتحديات العالمية.

وفي كلمته، أشار الرئيس الجنوب أفريقي إلى أحد اهم وأبرز تجليات الإسهام العلمي لجنوب أفريقيا والمتمثل في دورها في استضافة وبناء مشروع مصفوفة الكيلومتر المربع أو ما يسمى اختصارا ب SKA وهو مرصد فلكي أو تلسكوب راديوي عالمي، حيث قال: “من المناسب أن يتزامن المنتدى العالمي للعلوم مع الاحتفال ببدء بناء التلسكوب اللاسلكي العالمي مصفوفة الكيلومتر المربع (SKA) الذي استضافته جنوب إفريقيا”

SKA at daytime
SKA at daytime

مصفوفة الكيلومتر المربع؟

Square Kilometer Array

 

يعتبر الكثيرون أن مشروع مصفوفة الكيلومتر المربع SKA يمثل أحد أكبر المشاريع العلمية الطموحة للقرن الحادي والعشرين. وعلى غرار مشروع معجل الهيدرونات العملاق CERN  الذي كان أكبر المشاريع العلمية العملاقة في القرن الماضي، فقد جاءت بذرة هذا المشروع نتاج تعاون دولي ضم أكثر من ٧٠ مؤسسة في ٢٠ دولة واستمر الإعداد والتحضير له مدة ٣٠ عاما ليعلن عن البدء عمليا في تنفيذه هذا الشهر بالتزامن مع انعقاد المنتدى العلمي العالمي في كيب تاون، ومن المتوقع أن يستغرق العمل في بناء المشروع من ٧ إلى ٨ سنوات ليظهر التلسكوب للنور بحلول عام ٢٠٣٠.

المرصد عبارة عن مصفوفة من الأطباق صممت لتكون متصلة ببعضها البعض لتشكيل تلسكوب واحد عملاق سيكون قادرا على إظهار صور تتسم بمزيد من الوضوح والدقة عن الكون، وسيتألف هذا التلسكوب – البالغة تكلفة بنائه الأولية قرابة الملياري يورو – من ١٩٧ طبقًا تقليديا ضمن مجموعة تسمى SKA Mid منتشرة في صحراء كارو بجنوب أفريقيا بالإضافة إلى أكثر من ١٣٠ ألف هوائيً – على شكل شجرة عيد الميلاد – منتشرة في غرب أستراليا ضمن مجموعة تسمى SKA Low، في حين يقع المقر الرئيسي للتلسكوب في المملكة المتحدة.

وسيكون للتلسكوب العديد من الأهداف العلمية مثل السعي للكشف عن أحداث منذ الفجر الكوني عندما تشكلت النجوم والمجرات الأولى، والبحث عن حياة خارج الأرض، واختبار نظرية أينشتاين للنسبية العامة واستكشاف تطور الكون المبكر. وتشمل الأهداف الأخرى البحث عن موجات الجاذبية المنبعثة من النجوم الميتة، وفهم المغناطيسية الكونية، واكتشاف الاندفاعات الغامضة للموجات الراديوية بالمللي ثانية والمعروفة باسم الاندفاعات الراديوية السريعة.

أنطون بينيمان
أنطون بينيمان

صُمِمَ المرصد أو التلسكوب ليستقبل إشارات راديوية في نطاق واسع من الترددات يتراوح بين ٧٠ ميغاهرتز إلى ٢٥ جيغاهرتز بمساحة كيلومتر مربع لتجميع البيانات. تكمُن ميزة المرصد بكونه مُكوّن من شبكة من الأطباق و الهوائيات المُوزَعة في عدة مواقع بدلاً من استخدام طبقاً واحداً في غاية الكبر بالحجم. تستخدم شبكة الأطباق في جنوب أفريقيا أطباق يقدر قطر الواحد منها بــ ١٥ متراً، لاستقبال الأمواج في نطاق الترددات المتوسطة. بينما تتموضع مجموعة الهوائيات المنخفضة المصممة لاستقبال الأمواج في نطاق الترددات الأدنى في أستراليا. وفي توضيح خاص ليمن ساينس، قال البروفيسور أنطون بينيمان مدير الإتصال والمشاركة العلمية في المؤسسة الوطنية للبحوث في جنوب أفريقيا وباحث مشارك في مشروع SKA “يغطي التلسكوب الطيف الكهرومغناطيسي كاملا بما فيها الطيف المرئي، الجزء من المرصد في استراليا مهمته تغطية النطاق ذو الترددات المنخفضة من الطيف فيما يغطي التلسكوب في جنوب افريقيا نطاق الترددات المتوسطة وبالتالي يمكننا رؤية  النجوم والسديم الغازي في الفضاء بوضوح”. وأضاف ” ما يحدث هو أن التلسكوب يستقبل إشارات تناظرية ثم يقوم عبر أجهزة خاصة بتحويلها إلى بيانات رقميه يتم تحليلها من قبل علماء الفلك وعلماء البيانات”.

دانيال كوناما
دانيال كوناما

من جانب آخر، تملك جنوب أفريقيا أكبر تلسكوب فلكي بصري في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية والمسمى SALT. وفي حديث خاص ليمن ساينس، قال دانيال كوناما وهو عالم فلك مشارك في المرصد الفلكي الجنوب أفريقي ” لدينا أكبر تيليسكوب بصري لرصد حزمة الطيف المرئي في جنوب الكرة الأرضية، تمكنا من خلاله من التقاط صور هامة للفضاء والكون، والآن يمكننا عبر تليسكوب مصفوفة المربع الواحد أن نرصد معظم الطيف الكهرومغناطيسي “. وأضاف ” يمكن للتلسكوب البصري أن يعمل مستقلا ومنفردا لكن التلسكوبات الراديوية اللاسلكية تحتاج للعمل ضمن مجموعة من اللاقطات لجمع البيانات”.

شاهد أيضاً

WhatsApp Image 2023-12-03 at 16.35.22

COP28 في دبي، تحرك عالمي مشجع لمواجهة تحديات التغير المناخي

  اشراق الصبري يعد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 حدثًا …