الرئيسية / الصحة و السكان / إعلان كيب تاون للمنتدى العلمي العالمي

إعلان كيب تاون للمنتدى العلمي العالمي

WSF2022 closing cermony

كيب تاون – خاص يمن ساينس

عبد الرحمن أبوطالب

 

اختتمت اليوم الجمعة ٩ ديسمبر ٢٠٢٢ فعاليات المنتدى العلمي العالمي المنعقد في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا. وتضمنت فعاليات الختام قراءة البيان الختامي أو إعلان المنتدى الذي احتوى على ستة محاور رئيسية هي العلم من أجل العدالة الاجتماعية، العلم من أجل كرامة الإنسان، العلم من أجل العدالة المناخية، العلم من أجل أفريقيا والعالم، العلم من أجل الدبلوماسية وأخيرا العدالة في العلم. حيث أورد الإعلان تشخيصا لهذه المواضيع بالإضافة إلى الحلول والتوصيات المقترحة.وقد ركز المنتدى على دور العلم في تحقيق العدالة الاجتماعية أعاد فيه المشاركون تأكيد التزامهم بالسلوك الصارم والأخلاقي للبحث العلمي والحرية والمسؤولية في استخدام المعرفة العلمية من أجل التنمية المستدامة لصالح البشرية جمعاء.

ففي مفهوم العلم من أجل العدالة الاجتماعية – وهو شعار المنتدى – تطرق الإعلان للالتزامات والمسؤوليات والفرص في هذا الصدد، حيث أكد المشاركون التزامهم بالاسترشاد بالقيم العالمية التي تربط البشرية جمعاء، وكذلك بمبادئ ومعايير حقوق الإنسان، والعمل معًا لتسخير قوة العلم في تحقيق طموحات أهداف التنمية المستدامة التي ترتكز عليها العدالة الاجتماعية.كما تعهد المشاركون أيضا بالاسترشاد بالبيانات والأدلة والمشورة العلمية القوية في مجالات التأثير والمسؤولية من أجل اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات والقرارات فيما يتعلق بالنهوض بالعدالة الاجتماعية وإعطاء الأولوية للجهود المبذولة لدعم ترجمة نتائج البحوث، من خلال الابتكار التكنولوجي والاجتماعي على حد سواء، ليتم تطبيقها لصالح المجتمع بأسره دعماً للعدالة الاجتماعية.بالإضافة إلى حماية وتغذية القدرة الفريدة للعلم على إلهام التقدم، وتعزيز التسامح، والتوحد، ورعاية الضعفاء، من خلال المشاركة العامة المتضافرة وإجراءات الاتصال، وبناء الوعي والفهم لدور العلم في دعم العدالة الاجتماعية.

وفي سياق العلم من أجل كرامة الإنسان، دعا المشاركون وكالات تمويل العلوم إلى تعزيز خطوة التغيير نحو جداول أعمال بحثية متعددة التخصصات ومتعددة النطاقات وشاملة المسارات اللازمة لتحقيق قدر أكبر من المساواة، وتطوير أجندة علمية عالمية تركز بشكل متضافر على التخفيف من حدة الفقر معربين عن الالتزام بجهودهم لدعمها.كما أكد المشاركون على أهمية المساعي العلمية الأخلاقية وسعيهم جاهدين من أجل الاسترشاد في أعمالهم بالاتفاقيات الدولية مثل توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى توجيه التطورات التكنولوجية لتحقيق نتائج شاملة ومستدامة وعادلة.ودعا المشاركون إلى زيادة الاستثمار في التعليم والعلوم، مع الاعتراف بأن العلوم الأساسية تشكل أسس الابتكارات المستقبلية والازدهار الاقتصادي والمجتمعات التي يعززها التضامن والديمقراطية. كما دعوا أيضا إلى دعم متجدد للعلوم الاجتماعية والإنسانية، حيث تلعب هذه التخصصات دورًا حيويًا في فهم التحديات المجتمعية، بما في ذلك دور علم الحد من الضرر، والذي ينقل المزيد من التعاطف مع الأشخاص الذين يعانون من الإدمان، مما يساعد على تشكيل مجتمع أكثر مساواة وشمولية. العالمية.

وفيما  يتعلق بالعلم من أجل العدالة المناخية، فقد دعا المشاركون إلى تعزيز مشاركة المجتمع المدني في تشكيل أجندة العلوم العالمية للعدالة المناخية، والتي ستضمن تمثيل وإدماج وحماية حقوق الأشخاص الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.وحث المشاركون في بيانهم على الاستثمار في الحلول العلمية التي تعزز المساواة، وتضمن الوصول إلى الموارد الأساسية، وتضمن أن الأجيال القادمة يمكنها العيش والتعلم واللعب والعمل في بيئات صحية ونظيفة. وقد أكد المشاركون التزامهم بالمبادئ المنصوص عليها في إعلان اليونسكو بشأن أخلاقيات تغير المناخ.وحثوا في نفس الوقت على الاستثمار في الحلول العلمية التي تعزز المساواة، وتضمن الوصول إلى الموارد الأساسية، وتضمن أن الأجيال القادمة يمكنها العيش والتعلم واللعب والعمل في بيئات صحية ونظيفة.

أما فيما يخص العلم من أجل أفريقيا والعالم، فقد ناقش المشاركون كيف يمكن إطلاق العنان لإمكانات العلوم الأفريقية في التعاون العالمي. حيث دعا المشاركون إلى أن تكون برامج العلوم العالمية – بما في ذلك العلوم الحدودية وتلك التي تهيمن عليها البلدان المتقدمة عادة – أكثر شمولاً، وأن تتم معالجة تلك الظروف الإطارية، التي قد تثبط المشاركة النشطة للعلماء الأفارقة بشكل خاص.وأشاد المشاركون بتميز وإنجازات العلم الأفريقي كمورد للإنسانية، معلنين إدراكهم أنه يمكن للدول الأفريقية وغيرها من دول العالم النامي أن تفعل المزيد لدعم العلم، بما في ذلك عن طريق تسريع جهودها لتحقيق التزاماتها لزيادة الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والابتكار.ودع المشاركون إلى دعم الاستثمار المستمر في برامج بناء القدرات للعلوم الأفريقية، بما في ذلك شراكات البنية التحتية البحثية، وتنقل الباحثين وخطط التدريب ، وأدوات التعاون الأخرى علاوة على دعم إنشاء مراكز ابتكار تكنولوجي أفريقية للتعاون مع منظمات بحثية أخرى ، لتعزيز ممارسات البحث الشاملة والمستدامة التي تعالج بشكل فعال احتياجات المجتمع المدني.

وفي محور العلم من أجل الدبلوماسية، تداول المشاركون الكيفية التي يمكن للعلم فيها إعادة تنشيط التعددية والتضامن العالم إدراكا لأهمية دبلوماسية العلوم كأداة للسلام، ودعا المشاركون إلى قيم العلم لإلهام التزام أكبر بالتعاون والتضامن العالميين.وحث مجتمع دبلوماسية العلوم العالمية على تكريس الاستمرارية في هياكل المشاركة الداخلية والخارجية والتأكد من أن البيئات السياسية والمتعددة الأطراف المتغيرة لا تعرقل قدرتها على التواصل وتقديم المشورة.كما دعوا إلى الاستثمار في برامج تنقل الباحثين، وخاصة للعلماء الشباب، لبناء علاقات بين الناس كرد فعل للتوتر الجيوسياسي المتزايد وانعدام الأمن.بالإضافة إلى تعزيز دور العلم كعامل مساعد على التعاون ضمن البرامج المتعددة الأطراف، وتقوية مؤسسات الأمم المتحدة بشكل خاص ودورها في هذه البرامج.

 

وأخيرا، ناقش المشاركون مفهوم العدالة في العلم وأهمية التأكد من أن العلم يعكس المجتمع الذي نريده. حيث أعاد المشاركون تأكيد عزمهم على النهوض بالعلم كصالح عام عالمي، وتقبل المسؤولية المتبادلة لضمان السلوك الحر والمسؤول للعلم.كما دعوا إلى مزيد من الشمولية في العلوم، وبذل جهود منهجية ومتضافرة للقضاء على الاختلالات الجندرية والعرقية في المشروع العلمي وعلاجات الإقصاء التي تقوض فرص المشاركة الكاملة في العلوم.والحث على اتخاذ إجراءات ملموسة ومؤثرة تساهم في تقليص الفجوة بين الجنسين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وشدد المشاركون على أهمية توصية اليونسكو بشأن العلوم والباحثين العلميين، التي تعزز حقوق الإنسان والشمولية والحرية والمسؤولية في العلم لتوجيه الاستجابة لهذا الإعلان.مقرين في ذات الوقت بأهمية توصية اليونسكو بشأن العلوم المفتوحة داعين إلى دعم تنفيذها لتعزيز الأهداف المتعلقة بالوصول المفتوح والبيانات المفتوحة.

وأعلن المشاركون مسؤوليتهم المتبادلة لضمان النزاهة واحترام السلوك الأخلاقي للعلم وكذا الالتزام بالاستجابة بشكل حاسم لنداء “العلم من أجل العدالة الاجتماعية” للعمل على النحو المنصوص عليه في هذا الإعلان.

 

شاهد أيضاً

53373094409_b37bb45917_c

مخرجات قمة المناخ ودور منظمات المجتمع المدني اليمنية والعربية في COP28

  أثمر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بدورته الثامنة والعشرين (COP28)، والذي …