الرئيسية / البيئة والمناخ / الواح الطاقة الشمسية تسدد ديونكم للبيئة
Solar Panels

الواح الطاقة الشمسية تسدد ديونكم للبيئة

صحيح أن ألواح الطاقة الشمسية تولد طاقة صديقة للمناخ، ولكن إنتاجها يكلف طاقة ويطلق غاز ثاني أكسيد الكربون.

يمن ساينس | ترجمة خاصة : نشوى الرازحي

 المصدر: مجلة فيسنشفات الألمانية

 

حتى ألواح الطاقة الشمسية تضر بالبيئة، فإنتاجها يستهلك طاقة ويتسبب في إطلاق غازات تسبب الاحتباس الحراري. ولذلك يبرز تساؤل عما إذا كانت الطفرة في صناعة الطاقة الشمسية من الممكن أن تلحق الضرر بالمناخ.

توضح البيانات آيضا أن “صناعة” الألواح الضوئية قد تسببت منذ العام 2011 في انبعاث مزيد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري أكثر مما كان عليه الحال في الأربعين عام الماضية. واستهلكت عملية إنتاجها المزيد من الطاقة. لكن الطاقة الشمسية هي الآن أحد ركائز الطاقة المتجددة. وإنتاج الكهرباء من ضوء الشمس يسهم في جعل توليد الطاقة بواسطة الوقود الأحفوري طريقة عفا عليها الزمن. وعمل ذلك على التقليل من انبعاث غازي ثاني أكسيد الكربون.

قالت أتسه لوفين من جامعة أوتريشت وزملائها: “دُعمت الطاقة الشمسية من المجتمعات والحكومات بقوة، لأنها لا تصدر انبعاثات تضر بالبيئة أثناء عملها. ولكن ألواح الطاقة الشمسية لم تصنع من العدم. فإنتاجها يحتاج إلى طاقة وتنتج أثناء ذلك غازات تسبب الانحباس الحراري. وبذلك تسدد أنظمة الطاقة الشمسية طوال مدة عملها دين الغازات الأولى التي كان انتاجها سببا في انبعاثها.

ويوضح الباحثون: “بالنظر إلى الانتشار السريع للألواح الضوئية، بات هناك شك في النظر في مسألة الغازات المسببة للاحتباس الحراري والنظر في التوقف عن الصناعة الكهروضوئية.” وتساءل الباحثون: هل في الوقت الذي تزدهر فيه صناعة ألواح الطاقة الشمسية وتعمل على انبعاث ثاني أكسيد الكربون تعمل أنظمة الطاقة الشمسية المثبتة على تعويض البيئة عن ذلك؟ هل يضر ازدهار الطاقة الشمسية بالمناخ؟

هناك بالفعل، كما يقول العلماء، رغبة في تقليص صناعة الألواح الضوئية. فقد عكفت الباحثة لوفين وزملائها على دراسة الحجم الفعلي للبصمة التي تخلفها صناعة الطاقة الضوئية على المناخ والطاقة وعما إذا كانت أنظمة ومعدات الطاقة الشمسية التي تم تركيبها قادرة على سداد “الدين البيئي”. واعتمدوا في دراستهم على بيانات جمعت عن أنظمة الطاقة الشمسية التي تم تركيبها من العام 1976 وحتى العام 2014. وتم حساب كمية الطاقة التي تم استهلاكها وكمية الغازات التي انبعثت أثناء الصناعة. وحسبوا بعد كم من السنين عملت أنظمة الطاقة الشمسية المركبة على تعويض البيئة. وقارنوا هذه النتائج مع بيانات الفترة التراكمية المثبتة.

تقلص البصمة البيئية:

كشفت تقييمات الباحثين أنه منذ بدايات صناعة ألواح الطاقة الشمسية في سنوات السبعينات أخذت البصمة البيئية لألواح الخلايا الضوئية تتقلص بشكل مستمر. وقلت انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري، على سبيل المثال، فقد تقلصت من 143 غرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو وات في الساعة في العام 1992 إلى 20 غرام فقط اليوم.  وبالمثل، انخفض الطلب على الطاقة الأحفورية وبشكل ملحوظ. في الوقت نفسه أدى التقدم التكنولوجي وزيادة كفاءة ألواح الخلايا الشمسية إلى تقصير مدة سداد ديون الطاقة الأولية للبيئة. وأفادت لوفين وزملاؤها: “قصرت هذه المدة من حوالي خمس سنوات في العام 1992 إلى أقل من سنة واحدة للألواح الشمسية متعددة الكريستالات وأكثر من عام واحد لألواح خلايا السليكون الدقيقة”.

ولو طبقنا هذه القيم على أنظمة الطاقة الشمسية المركبة حديثا في كل عام فسينخفض الدين البيئي، حيث سينخفض الاحتياج للطاقة مقابل كل تركيب نظام ضوئي بنسبة تصل من 12 إلى 13 بالمائة ويقل انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل من 17 إلى 24 بالمائة. ومن خلال حساباتهم، خلص الباحثون إلى أنه على الرغم من ازدهار صناعة الطاقة الشمسية في العام 2011 إلا أنها عوضت البيئة عن الأربعين عام الماضية من خلال تأثيراتها الإيجابية. وأكد الباحثون أن ديون انبعاث ثاني أكسيد الكربون قد تم دفعها كاملة في العام 2011 وأن فوائد الطاقة الشمسية تفوق ديون البيئة والكهرباء.

شاهد أيضاً

53373094409_b37bb45917_c

مخرجات قمة المناخ ودور منظمات المجتمع المدني اليمنية والعربية في COP28

  أثمر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بدورته الثامنة والعشرين (COP28)، والذي …