الرئيسية / البيئة والمناخ / الجينز و البيئة رحلة شاقة
291357_main

الجينز و البيئة رحلة شاقة

تبدأ الرحلة في اوزبكستان و كازخستان حيث توجد مساحات شاسعة لزراعة القطن, و الذي يحتاج شمس وماء بكميات كبيرة . بلد مثل اوزبكستان يعيش اقتصاديا من زراعة القطن و لذا تم تحويل الانهار الى مزارع القطن حتى يتم الايفاء بالطلب العالمي للجينز. النتيجة للبيئة مزعجة لان بحيرة الارال, التي تغذي الانهار كانت قبل ٥٠ سنة بحجم ولاية بيرن في المانيا اي ٧٠ الف كم مربع اليوم صار حجمها لا يتجاوز ٢٠ الف كم مربع اي فقدت ٧٠ في المائة من حجمها و السبب بنطلونات الجينز. المشكلة ان اوزبكستان او كازخستان سوف تخسران بيئتهم و بعد ٢٠ سنة قد تجف البحيرة و ينتهي اقتصاد زراعة القطن للجينز.291357_main

و حتى اعطيكم تصور, الجينز الاصلي “ميد ان جرمني”, الذي معك اخذ ٤٨٤١ لتر ماء و كلف القطن بذلك ١٢ يورو ذهبت الى مزارع القطن فقط في اوزبكستان او كازخستان. بعدها ينتقل القطن الى تركيا و هناك يتم معالجة القطن و تحويله الى جارن اي خيوط اي غزل. ذلك يجعل القطن يقطع مسافة ٣٥٠٠ كم و تركيا تخسر ٧٠٠ لتر ماء في المعالجة لكمية القطن المطلوبة للبنطلون الواحد. نصيب تركيا من قيمة البنطلون يكون هنا ٢ يورو فقط. رحلة الجينز لم تنتهي بعد و انما يتم نقل الخيوط الى تايون جنوب شرق اسيآ و الى هناك يكون الجينز وصل رحلة تبلغ ١٤٥٠٠ كم . هناك يتم تحويل الخيوط الى قماش جينز اي نسيج و بعد كل بنطلون يكون نصيب توان ١ الى يورو و نصف فقط ان كثر و يتم خسارة ١٠٠ لتر ماء بمعدل كل بنطلون. الى الان عندنا قماش. بعدها يواصل الجينز رحلته الى بولندا و بذا يكون البنطلون قطع ٢٦٦٠٠ كم مسافة من بداية الرحلة.

في بولندا يتم إنتاج اللون النيلي الكيميائية اي الأزرق. بولندا تاخذا مايقارب من ٢ يورو لتعبها بعد البنطلون. يواصل الجينز رحلته الى تونس و هناك يتم معالجة الالوان و الخيوط و تاخذ تونس يورو بعد كل بنطلون و الى تونس يكون بنطلون الجينز قطع مسافة ٣٠ الف و ٥٠٠ كم و خسرنا مايقارب ٧ الف لتر ماء من بداية الرحلة و سعر قماش الجينز الى الان ١٨ الى ١٩ يورو . بعدها يتحرك قماش الجينز على بلغاريا هناك يتم تكرير قماش الدنيم النهائي أي تخفف و تقاوم التجاعيد و تاخذ بلغاريا ٢ الى ٣ يورو بعد كل بنطلون اصلي . الى الان لازال كل شيء مجرد قماش. بعدها يجي دور سويسرا من اجل بطانة البنطلون ولها مقابل ذلك نصف يورو و لايطاليا مثلها مقابل الزرارت و المسامير. يرحل الكل الى الصين و هناك يتم الخياطة مقابل نصف يورو الى ٧٥ سنت للبنطلون. بعدها يرحل البنطلون المخيط من الصين الى فرنسا و هناك تكون اللمسات الأخيرة على الجينز مثل الغسل, على سبيل المثال, مع نوع خاص من حجر إسفنجي من اليونان, و هو ما يعطيها تأثير “غسلها الحجر”. لذلك فرنسا تاخذ مايقارب ٢ يورو بعد كل بنطلون. الى الان يكون بنطلون الجينز الاصلي الذي معك قطع مسافة ٦٠ الف كيلومتر و خسرنا مايقارب من ٨ الف لتر ماء و سعره المفروض ٢٥ يورو, لكن نحن نشتري الماركات الاصلية الى ١٢٩ يورو و ٨٩ يورو و ٥٩ يورو. مالسبب لذلك؟

السبب المحطة الاخيرة التي هي المانيا. هنا يتم تخيط التسمية على البنطلون اي الماركة و يكتب بقماشة صغيرة داخل البنطلون ميد ان جرمني, لذلك تاخذ المانيا ٢٥ او ٣٤ يورو مع البائع أي الباقي مما تشتريه كسعر . المانيا كشركة احتكار للماركة تاخذ بسبب اسمها الضعف اقلها و اذا اشتريت ب ١٢٩ فالمانيا تاخذ ١٠٤ يورو.!!!!!
د أيوب الحمادي

شاهد أيضاً

53373094409_b37bb45917_c

مخرجات قمة المناخ ودور منظمات المجتمع المدني اليمنية والعربية في COP28

  أثمر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بدورته الثامنة والعشرين (COP28)، والذي …