الشبكة اليمنية للعلوم والبيئة (يمن ساينس) موقع يهتم بأخبار العلوم والتكنولوجيا والصحة والبيئة والسكان
مقالات مشابهة
قبل أيام كنت أشاهد الجزيرة الوثائقية في احد برامجها الممتعة واستوقفني فيه خبر وفاه شاب كوري في المستشفي بعد أن أمضى خمسين ساعة متواصلة دون أكل أو نوم في اللعب أمام شاشة الكمبيوتر أصيب على إثرها بنوبة تشنجات عصبية وضمور في العين و الشرايين الدموية، ولكن ما أثار استغرابي أكثر هو أن كوريا تشهد حوالي 75 حالة وفاة سنويا بسبب الإدمان على ألعاب الفيديو والانترنت … نعم … الإدمان الذي عادة ما يرتبط في أذهان الناس بالمسكرات والمخدرات ولكن الحقيقة أن إدمان الإنترنت يمكن تعريفة بأنه حالة من الاستخدام المرضي وغير التوافقي للانترنت يؤدي إلى إضطرابات في السلوك كأي إدمان ولكنه إدمان من نوع آخر يسبب الكثير من المشكلات مثل السهر، الأرق، التأخر في العمل، إهمال الواجبات الأسرية والزوجية وما يعقبه من خلافات ومشاكل، هذا بالإضافة إلى التوتر والقلق الشديدين قد تصل إلى حد الإكتئاب إذا ما طالت فترة ابتعاد المدمن عن الوصول إلى الانترنت أو الألعاب الالكترونية ولعل بعضنا قد لاحظ أن اغلب الموالعة والمدمنين على عادة نتف الشارب والذقن في ختام مقايل القات قد استبدلوها بعادة أخرى أكثر تطورا ومواكبة للعصر هي ألعاب الهاتف المحمول. وبحسب عدد من الدراسات الإكلينيكية في مجال الإدمان فقد كانت مجالات استخدام الانترنت الأكثر شيوعا بين المدمنين هي المواقع الإباحية وغرف الدردشة والولع بمواقع وكازينوهات القمار على النت وكذلك الألعاب المتوفرة على شبكة الانترنت والتي تتيح تعدد الأطراف واللاعبين في نفس الوقت.
واعترافا منها بأن ظاهرة الإدمان هذه قد تتحول إلى مشكلة اجتماعية خطيرة فقد لجأت بعض الدول إلى إنشاء عيادات ومراكز متخصصة في علاج حالات الإدمان قد تصل أحيانا إلى استخدام الصدمات الكهربائية .
ختاما لابد لنا من الإقرار بوجود هذه الظاهرة من حولنا سواء كانوا زملائنا في العمل، أصدقائنا أو أولادنا حيث ينعكس الإدمان سلبا على الطفل أكثر من البالغين ويصبح انطوائي لا يخرج مع أصدقاءه أو يمارس أي هوايات أخرى سوى الجلوس أمام الشاشة بلا كلل أو ملل.
لن نهول من واقع الأمر، لكنه يستحق الانتباه ، وما سنقوله أن أولويات العلاج للإدمان هو إقرار المرء بأنه ضعيف أمام إغراءات العالم المفتوح ، ثم طلب المعونة في كيفية الخلاص من هذه المشكلة .
