الرئيسية / البيئة والمناخ / تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: نقطة تحول فاصلة ‏تسلط الضوء على الإجراءات الجذرية اللازمة للحفاظ على ارتفاع درجة ‏حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية
التغيرات المناخية

تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: نقطة تحول فاصلة ‏تسلط الضوء على الإجراءات الجذرية اللازمة للحفاظ على ارتفاع درجة ‏حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية

خاص

رحبت منظمات المجتمع المدني باعتماد ما جاء في ‏تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حول 1.5 درجة مئوية (‏SR15‎‏) ‏اليوم، والذي يؤكد العلماء فيه أن المستقبل لا يتوافق مع الوقود الأحفوري. ‏
وبوجود هذه الدلائل الصارخة في متناول اليد، فإن الحكومات ليس لديها أي عذر ‏سوى أن تضع العمل المناخي في مقدمة ووسط أجنداتها الوطنية، برأي تلك ‏المنظمات.‏
وكانت أعلنت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (‏‎(IPCC ‎‏ في تقييم جديد ‏لها أن الإبقاء على الاحترار العالمي في حدود 1.5 درجة مئوية سيتطلب تغييرات ‏سريعة وبعيدة الأثر وغير مسبوقة في كافة مناحي الحياة.‏
كما أنه سيحقق فوائد حقيقية للناس وللنظم الايولوجية الطبيعية، ويمكن ان يسير جنبا ‏الى جنب مع مجتمع اكثر استدامة وعدلا.‏
واعتمدت الهيئة، خلال اجتماعات مجموعات العمل الثلاثة، التي انعقدت في ‏جمهورية كوريا اخيرا، وبمشاركة الدول العربية، التقرير الخاص بشأن الإحترار ‏العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي والمسارات ‏العالمية ذات الصلة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، في سياق دعم التصدي ‏العالمي لخطر تغير المناخ والتنمية المستدامة وجهود القضاء على الفقر.‏
وتلفت المنظمات، في بيان صحافي صادر عن الشبكة اليوم، أن الرسالة التي لا لبس ‏فيها من هذا التقرير، والمستندة إلى أكثر من 6000 ورقة بحثية مستقلة، هي أن الحد ‏من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية أمر ضروري وعاجل. ‏
‏:إنه الخيار الوحيد لمستقبل آمن ومزدهر وعادل ، خاصة لأولئك الأكثر عرضة ‏للخطر في الخطوط الأمامية للتأثيرات”.‏
وعلى مدى خمسة أيام متواصلة، ناقش ممثلو الحكومات ومن بينها الاردن، نتائج ‏التقرير التي اشارات الى بعض أثار التغير المناخي التي يمكن تجنبها مع الابقاء على ‏الاحترار العالمي في حدود 1.5 درجة مئوية بدلا من درجتين مئويتين.‏
ومنها على سبيل المثال تدني نسب الشعاب المرجانية بما يتراوح بين 70 و90% في ‏ظل درجة حرارة 1.5، في حين أنها ستختفي كليا (أكثر من 99%) اذا وصلت ‏حرارة الارض الى 2 درجة مئوية.‏
‏”قد يأتي اليوم الذي سيكون فيه العنوان الكبير للمنظمات هو” إنقاذ الناس من ‏الانقراض “لأن النظام الحيوي بأكمله سيختفي، إذا لم تفعل الحكومات والسلطات ‏المحلية في الاردن وجميع أنحاء العالم كل ما بوسعها لحماية كوكبنا الذي يعد البيت ‏الذي يأوي كل فرد منا”، وفق عضو شبكة العمل المناخي في العالم العربي، ورئيسة ‏جمعية دبين للتنمية البيئية هلا مراد. ‏
وأضافت، “نرى كلمات وخططًا رائعة على الورق، لكننا لا نقوم في الواقع بالدور ‏الذي يفرض علينا حتى لا يتجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية، وهو أمر ‏خطير أيضًا”.‏
ولفتت الى أنه ” على الحكومة بشكل خاص والوكالات الداعمة، أن تعمل مع ‏المجتمعات الأكثر ضعفاً في المناطق الريفية والنائية، ومع الفقراء والنساء واللاجئين ‏وغيرهم”.‏
وتابعت :”ويجب أن تنفذ برامج أكثر واقعية مستمدة من الانسجام بين هذه المجتمعات ‏والمجموعات المختلفة مع بيئتها ومناخها”.‏
واعتبرت أن “حوار تالانوا يعد بمثابة أداة هامة لمراقبة وقياس القدرات، ‏والمقدرات، والتحديات الرئيسية التي تواجه هؤلاء الأشخاص، وكيفية العمل معهم ‏عن كثب في المستقبل”‏
‏”وهذا مهم للمحيط الحيوي والحفاظ على خصائصه المختلفة وضمان أن يتعافى”.التغيرات المناخية

وخلص تقرير الهيئة، الذي اعده 91 مؤلفا ومحررا من 40 بلدا، استجابة للدعوة التي ‏وجهتها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، عند اعتماد اتفاق باريس ‏‏2015، الى أن المحافظة على الاحترار في حدود 1.5 درجة مئوية سيتطلب ‏‏”تحولات سريعة وبعيدة المدى”، في قطاعات الاراضي والطاقة والصناعة والمباني ‏والنقل والمدن.‏
والزمت نتائج تخفيض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية المنشأ على ‏نطاق العالم بنسبة 45% تقريبا، بحلول عام 2030، قياسا بمستويات 2010، لتصل ‏الى معدل “صفري صافي” في عام 2050، وهذا يعني أن اي انبعاثات متبقية لابد أن ‏يعاوضها إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء.‏
وفي رأي مدير برامج الطاقة والمناخ في مؤسسة فريدرش ايبرت، في الاردن، ‏حمزة بني ياسين أن “التقرير يقدم رؤى قوية حول أهمية أن يؤخذ هدف 1.5 درجة ‏مئوية، الذي اشار اليه اتفاق باريس على محمل الجد باعتبار أن كافة التقارير ‏الصادرة عن الهيئة تحذر من أن تغير المناخ سيؤدي إلى آثار سلبية على النظم ‏الطبيعية والبشرية”.‏
ولفت الى ان”مخاطر المناخ ستطال رفاه الإنسان وسبل عيشه، والنظم الإيكولوجية، ‏والأمن الغذائي والمائي، والتي ستصل الى حدودها العليا عند درجة حرارة 1.5 ‏درجة مئوية، ومن المتوقع حدوث المزيد من المخاطر مع كل مستوى من مستويات ‏الانبعاثات الإضافية”.‏
وبالنسبة للبلدان العربية، وعلى الرغم من التباين في الإجراءات المناخية، إلا أن أيا ‏منها ما تزال غير مستعدة بشكل كاف للمسارات المتسقة مع 1.5 درجة مئوية ‏والمخاطر المرتبطة بها”، بحسبه.‏
ومن وجهة نظره فإن “الرسالة الرئيسية في الوقت الحالي التي يجب أن تعيها ‏الحكومات هي أن الحاجة الملحة لتعزيز الطموحات ورفع المساهمات الوطنية في ‏خفض الانبعاثات والتكيف مع المناخ، وحتى وإن وجدت تحديات مؤسسية وإجرائية، ‏ولكن هناك أمل أيضًا في سد هذه الفجوة”.‏
ولفت إلى أن”أجندة تغير المناخ حتى الآن ليست ضمن أولويات البلاد في المنطقة ‏العربية حتى تتجه نحو مسار متناسق يبلغ 1.5 درجة مئوية بما في ذلك إدارة ‏المخاطر الناجمة عن تلك الظاهرة”.‏
‏ “فلا يزال غالبية صانعي السياسة لايرون أن تغير المناخ يشكل تهديدًا، ومعظمهم لا ‏يدركون تمامًا عواقبه، لذلك ينبغي تعميم مفهوم التكامل القطاعي والترابط فيما بينها ‏عند تصميم السياسات المتبادلة”، تبعا له.‏
ويشير التقرير، الذي سيمثل اسهاما جوهريا في مؤتمر المناخ العالمي في بولندا، ‏المزمع انعقاده في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، عند استعراض الحكومات لبنود ‏الاتفاقية في تناول تلك الظاهرة، الى أنه في حال السماح لدرجات الحرارة العالمية ‏بأن تتجاوز أو تتخطى مؤقتا 1.5 درجة مئوية، فهذا يعني الاعتماد بصورة أكبر على ‏تقنيات ازالة الكربون من الهواء لتخفيض الزيادة في درجات الحرارة العالمية الى ما ‏دون 1.5 بحول 2100، في وقت لا توجد فيه أدلة على فعاليتها على نطاق واسع، ‏ولعل بعضها ينطوي عل مخاطر كبيرة على التنمية المستدامة.‏
‏”أتفهم تماما الاحتياجات المذهلة لبلداننا وقادتنا للعمل نحو مستقبل مزدهر، ولكن ‏للتأكد من ذلك الامر، يجب أن نضع في اعتبارنا أن الأرض لديها موارد محدودة، ‏ولم يعد هنالك وقت كافي لرؤيتنا نتفاوض إلى أجل غير مسمى، لقد حان الوقت لكي ‏نكون متنبهين للشكوى الناجمة عن اثار الظاهرة ونتصرف وفقا لذلك”، وفق عضو ‏مجلس ادارة شبكة العمل المناخي في العالم العربي موسى سال.‏
ولفت إلى أن “تقرير الهيئة حول “الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية” قدم ‏معلومات مهمة عن الوضع الحالي لتغير المناخ، وكذلك ما قد يحمله المستقبل إذا لم ‏تبدأ حكوماتنا وشركاتنا ومجتمعاتنا في تنفيذ حلول مناخية حقيقية، فإنه بالتأكيد تذكير ‏أو حتى إشارة استغاثة للبقاء على قيد الحياة” بحسبه.‏
ويقدم هذا التقرير لصانعي القرار والممارسين المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ ‏قرارات تعالج مسألة تغير المناخ وتراعي في الوقت ذاته السياق المحلي واحتياجات ‏الناس، ومن المرجح أن تكون السنوات القليلة المقبلة أهم سنوات يشهدها التاريخ.‏
‏”وينبّهنا تقريرالاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية على أهمية الحفاظ على تلك ‏الحدود للحرارة، لأن الاثار الضارة لتغير المناخ لا تقتصر على ذوبان الجليد في ‏القطب الشمالي، بل تصل إلى تدمير الموائل الطبيعية، وزيادة تكاليف علاج ‏الامراض على أي بلد أو منطقة معينة، بل انها تؤثر على العالم ككل”، بحسب ‏المنسقة الوطنية للحركة الشباب العربي للمناخ في لبنان نهاد عواد.‏
ولفتت الى ان “الكوارث الطبيعية والمشاكل الصحية تزيد مع ارتفاع درجة الحرارة، ‏ولذلك، فإن الفرق بين 1.5 درجة مئوية و 2 درجة مئوية، تكمن في الاثار المدمرة ‏على الشعاب المرجانية، وتوافر المياه، وارتفاع مستوى سطح البحر، وشدة الظروف ‏الجوية القاسية”.‏
ولذلك لا بد في رأيها أن ” يتم التعاون مع قادة العالم ومع المجتمع المدني والشركات ‏والعلماء لزيادة التماسك المتعمد، وخفض الانبعاثات الناجمة عن القطاعات، والدفع ‏باتجاه ان تزيد الحكومات من طموحاتها، ورفع وتيرة العمل المناخي، ومراجعة ‏مساهماتهم الوطنية”.‏

شاهد أيضاً

53373094409_b37bb45917_c

مخرجات قمة المناخ ودور منظمات المجتمع المدني اليمنية والعربية في COP28

  أثمر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بدورته الثامنة والعشرين (COP28)، والذي …