الرئيسية / البيئة والمناخ / إرتفاع الحرارة والتصحر وندرة المياه والزراعة تفاقم أحوال المناخ في العراق
hqdefault (1)

إرتفاع الحرارة والتصحر وندرة المياه والزراعة تفاقم أحوال المناخ في العراق

تقرير عادل فاخر

فيما يعاني العراق إرتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة وتأثير الرياح الجافة وتكرار العواصف الغبارية في المنطقتين الوسطى والجنوبية، حيث تتجاوز درجات الحرارة صيف كل عام الخمسين درجة مئوية، أي نصف درجة الغليان، خاصة في العقدين الماضيين، يرى باحثون أن التصحر وندرة المياه وقلة دعم القطاع الزراعي وراء تفاقم وتغيير المناخ في البلاد.

يأتي ذلك بالتزامن إنشغال العالم أجمع بالتغير المناخي وآثاره، بالتزامن مع الكوارث الطبيعية وظواهر البيئة والتصحر وشحة المياه وغيرها من المظاهر، كلها مؤشرات على حدوث التغير المناخي.

ويعد الغطاء النباتي من العوامل المهمة للحفاظ على توازن الغازات في الجو وله اثر ايجابي في تخفيف ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث يغطي النبات ما يقرب من 20 ٪ من كوكب الأرض، فإنه ليس من المستغرب أن النباتات تؤثر على المناخ بشكل كبير.

ويرى خبير البيئة المهندس الزراعي ضرغام محمد علي إن للمناطق الزراعية والأشجار دور كبير في حملية البيئة، حيث تؤثر الاشجار والشجيرات بشكل مباشر او غير مباشر على البيئة المحيطة بها.

وقال محمد علي لـ(روافد)، أن تزايد الغطاء النباتي والغاباتي يساهم في نشوء النظم البيئية المناخية الموضعية التي تؤثر في مناخ العراق ايجابا، لما تشكله من دور مهم في بناء الكتلة الحيوية والكساء الخضري واتساع نطاقها وكثافتها وانشطتها في البناء الضوئي وما ينجم عنها من العمليات الحيوية المتعلقة بامتصاص غاز ثاني اوكسيد الكاربون والتبخر والنتح، وهو صديقاً للبيئة ويمثل حجر الزاوية في بنائها”.

توصيات صحية للوقاية من الحرارة

وأصدرت وزارة الصحة، توصياتها الى المواطنين بعد تجاوز درجات الحرارة الـ 50 درجة مئوية، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية، وهي ذات التوصيات التي تصدرها صيف كل عام.

وقالت الوزارة في بيان إن”ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على جميع أنحاء جسم الإنسان منها الإصابة بالأمراض القلبية وغيرها لاسيما الأطفال وكبار السن”.

ودعت الوزارة المواطنين الى الابتعاد المباشر عن اشعة الشمس، مشيرا الى انه “يبدأ إرتفاع درجات الحرارة من وقت الساعة العاشرة صباحا لذلك لابد من الابتعاد قدر الامكان عن التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة”.

واوصت الصحة بارتداء الملابس ذات الاكمام الطويلة وتغطية جميع أنحاء الجسم فضلا عن إرتداء القبعات الواسعة لحماية الوجه وإستخدام المرهم الواقية والإكثار من شرب السوائل، وفي حالة الاحساس بالتعب وارتفاع ضغط الدم وقلة الادرار والشعور بالالام في منطقة الصدر، ينبغي على الفور مراجعة المستشفى من أجل التعويض عن فقدان السوائل”.

المياه في تغير المناخ في العراق

الباحث جميل حسن فرج يرى أن إنتاج المحاصيل في الأراضي المروية في العراق يتأثر بأي تغيير في توقيت ووفرة الموارد المائية في مواسمها المعتادة، كذلك الامر في الأراضي الديمية في الجزء الشمالي من البلاد، فهي الاخرى هشة وحساسة جدا للتغيرات في نمط سقوط الأمطار سواء من حيث توقيتها او كميتها.

وقال فرج لـ(روافد)، ان”النتيجة الوحيدة المتوقعة عراقيا نتيجة لزيادة التحكم والتدخل في دورة المياه الطبيعية في حوضي الرافدين هي تقويض الإنتاج الزراعي.

وأوضح فرج ان” العراق يشهد العديد من المشاكل الخطيرة التي يمكن أن تعزى إلى تغير في الظروف المناخية السائدة، ويتجلى ذلك في تفاقم عملية التصحر وإنتشارها السريع في أراض خصبة تاريخيا، وتقلص الغطاء النباتي، وتكرار العواصف الترابية الكثيفة، وإمتداد فترات الجفاف، وإنخفاض معدل هطول الأمطار في جميع أنحاء البلاد، وموجات الحر الشديد، حيث سجلت درجات حرارة غير مسبوقة زادت على 50 درجة مئوية وكبدت العراق أضرارا فادحة.

العراق ومحيطه العربي والإقليمي

تعرف منظمة السلام الأخضر العالمية “غرين بيس” التغير المناخي بأنه “اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والأمطار التي تميز كل منطقة على الأرض”.

وحسب المنظمة فإن وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة قد تؤدي إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية على المدى الطويل.

هذه التغيرات المناخية باتت أحد أهم الظواهر التي يواجهها كوكب الأرض اليوم، وحسب خبراء المناخ، فإن 13 في المئة فقط من هذه التغيرات مصدرها الطبيعة ذاتها فيما يتحمل الإنسان مسؤولية 87 في المئة من الأسباب التي أدت إلى حدوثها وتفاقمها.

المنطقة العربية، ليست بمنأى عن التأثيرات السلبية والخطيرة لهذه الظاهرة، بل هي توجد في قلب المشكلة المناخية الكبرى التي يواجهها العالم ألا وهي التصحر ونقص المياه.

ومن أبرز التأثيرات الناتجة عن التغيرات المناخية في العالم العربي إرتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، على امتداد العقود الماضية ما يزيد في انتشار ظاهرة الجفاف والتصحر التي تعاني منها معظم الدول العربية تقريبا.

البنك الدولي يحذر من مخاطر إرتفاع الحرارة

وفي ذات السياق حذر البنك الدولي خلال ندوة حول التغيرات المناخية أقيمت العام الماضي في العاصمة القطرية الدوحة من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستشهد ارتفاعا في معدل درجات الحرارة يبلغ ست درجات مئوية بحلول عام 2050.

وقال البنك الدولي في دراسات أجريت للغرض ذاته إن المنطقة ستشهد ارتفاعا في معدلات الحرارة ونقصا في الأمطار وانتشارا كبيرا لظاهرة الجفاف والقحط.
وحذر البنك من النتائج الوخيمة لهذه التغيرات المناخية على الأمن الغذائي لسكان الدول العربية وخصوصا المياه التي باتت شبه منعدمة في العديد من المناطق الجافة في المنطقة.

الحلول الممكنة للتغيرات المناخية من وجهة نظر دولية

تدعو الأمم المتحدة والمنظمات البيئية العالمية إلى الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وهو المصدر الرئيس للغازات الدفيئة، وتقليص الاعتماد على النفط كمصدر أساسي لتوليد الطاقة.

فالطبيعة تقدم مجموعة من الخيارات البديلة من أجل توفير مصادر للطاقة المتجددة كالشمس والهواء والأمواج والكتلة الحيوية.

وترى المنظمات الدولية أن تطبيق هذه الحلول لا يسبب أي تنازل من طرف المواطنين عن أنماط حياتهم، بل سيخول لهم الدخول إلى عصر جديد من الطاقة يسمح لهم بالمحافظة على البيئة وتجنب سيناريوهات كارثية لمستقبل البشرية ذاتها، في حال تواصل نسق التغيرات المناخية على ما هو عليه اليوم.

العراق الأكثر ضررا من تغير المناخ

العراق أحد أكثر الدول تضرراً من التغير المناخي حيث تواجه أنهاره و مصادره المائية خطر الجفاف، وقد شارك في مؤتمر باريس لتغيير المناخ ممثلا بشخص رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وبمساعدة برنامج التنمية للامم المتحدة قد حضر تقريراً عن الخطوات التي ينوي العراق اتخاذها لمواجهة التغير المناخي.

في هذا التقرير، تعهد العراق بالحد من الغازات التي تؤثر على الاحتباس الحراري بنسبة 15% بين 2020 و 2035 مما يعادل 90 مليون طن من ثاني اوكسيد الكاربون، ويعتبر هذا التقرير جزء من برنامج الامم المتحدة لمساعدة كل دولة على حدة لتحضير تقرير يخص طريقة تلك الدولة لمواجهة التغير المناخي.

 

المصدر: روافد نيوز

شاهد أيضاً

53373094409_b37bb45917_c

مخرجات قمة المناخ ودور منظمات المجتمع المدني اليمنية والعربية في COP28

  أثمر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بدورته الثامنة والعشرين (COP28)، والذي …